* المنظمة الحقوقية تطالب المجتمع العربي والإسلامي بموقف واضح حيال المجازر في سوريا * الدبابات تنتشر في دير الزور وتحتل حماة ومجلس الأمن يتوصل لإدانة للمجازر السورية كتبت- نور خالد ووكالات: قالت اللجنة السورية لحقوق الإنسان إن مدينة حماة السورية تشهد لليوم الثالث على التوالي مجزرة تعيد إلى الأذهان المجزرة التي تعرضت لها المدينة عام 1982، فالمدينة مستباحة من قبل قوات الأمن والقوات الخاصة وبعض فرق الجيش. وأضافت أن الدبابات العامة تتمركز في الساحات العامة والشوارع الرئيسية، والمدينة مقطعة الأوصال بالحواجز، وأجهزة الاتصال مقطوعة عن المدينة، والخبز أصبح سلعة نادرة. وقالت اللجنة في بيان لها إن السكان محاصرون ولا يسمح لهم بالخروج، بينما المدينة تقصف بالدبابات والقناصة يحصدون السكان المدنيين. وتجاوز عدد الضحايا الذين قتلتهم قوات النظام المئات وعدد الذين اعتقلتهم أضعاف العدد هذا بخلاف الجرحى الذين ينزفون في المنازل حتى الموت. لا أحد يعلم ماذا يريد النظام من هذه الحملة الشريرة ضد شعب أعزل في وقت تستمر آلته القاتلة في حصد الأرواح وتدمير الممتلكات ومحاصرة المدنيين. وطالبت اللجنة المجتمع العربي والإسلامي والدولي بوقفة حازمة وموقف واضح لما يجري في سورية من مجازر دموية وقمع شديد منذ خمسة شهور. وأشارت أيضا إلى استمرار الاعتداءات على المعتقلين في السجون ونشرت أسماء عدد من المعتقلين السياسيين الذين تعرضوا للضرب الشديد في سجن حمص المركزي ويعانون من كسور وهم ينزفون وفي حالة خطرة ويحتاجون إلى علاج عاجل. وانتشرت مئات الدبابات حول مدينتي دير الزور (شرق) وحماة (وسط) التي قصف الجيش اثنين من أحيائها غداة مقتل ثلاثة متظاهرين برصاص الأمن، بينما توصل مجلس الأمن الدولي إلى الاتفاق على إصدار بيان يدين القمع في سوريا. ويدين البيان وفق المسودة التي حصلت عليها فرانس برس “الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل السلطات السورية”. كما يدعو البيان المتوقع صدوره اليوم “إلى الوقف الفوري لكافة أعمال العنف” ويدعو “جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس والامتناع عن الأعمال الانتقامية بما في ذلك شن هجمات على المؤسسات الحكومية”. ويدعو النص السلطات السورية “إلى الاحترام الكامل لحقوق الإنسان وتنفيذ التزاماتها بموجب القانون الدولي، ومحاسبة المسئولين عن العنف”، كما يدعوها إلى “السماح بدخول المنظمات الإنسانية الدولية والعاملين فيها بسرعة ودون أية عوائق إلى سوريا وإلى التعاون الكامل مع مكتب المفوض الأعلى لحقوق الإنسان”. وأسهم تعديل نص البيان في حمل روسيا على الموافقة عليه بعد أن هددت باستخدام الفيتو. واعتبر سفيرها فيتالي تشوركين المسودة “متوازنة”. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن أن “نحو مئتي دبابة وآليات عسكرية أخرى تحاصر مدينة دير الزور من جميع الاتجاهات”. وأضاف أن “أكثر من مائة دبابة وصلت من طريق حمص (وسط) وطريق خان شيخون (شمال غرب) إلى حماة بالإضافة إلى العشرات من ناقلات الجند المدرعة”. وأشار مدير المرصد إلى أن “دبابات ومدرعات عسكرية شوهدت على الطريق المؤدية الى مدينة السلمية (30 كلم جنوب شرق حماة)”. وأفاد ناشطون حقوقيون أن قوات الجيش التي انتشرت في حماة قصفت اثنين من أحياء المدينة التي شوهد الدخان يتصاعد في أكثر من منطقة فيها. وذكر مدير المرصد أن “القصف تركز على منطقة جنوب الملعب وحي المناخ”، مشيرا إلى أن “بعض المنازل هدمت جراء القصف”. وأضاف أن “قوات الأمن والجيش أقامت حواجز لمنع الأهالي من النزوح”. وتحدث ناشط آخر عن “دبابات شوهدت وهي تتجه نحو ساحة العاصي وسط المدينة وأخرى ترافقها آليات عسكرية في عدد من المناطق”. وأضاف الناشط أن “دوي الانفجارات التي تسمع في أكثر من مكان يوحي بحرب مفتوحة في المدينة”.