اعترف الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن الرئيس المعزول محمد مرسي عجز عن حكم مصر وأنه يدعم الحركة المؤقتة في مصر حاليا، وأوضح خبراء سياسيين أن أوباما لن يتراجع عن موقفه مع مصر وأنه تراجعه الحالي ظاهريا، لأن موقفه عدواني مع الشعب المصري خاصة بعد أن أجهض المخطط الأمريكي الإستراتيجي لحماية مصالح الشعب المصري للإخوان. وقال الدكتور "وحيد عبد المجيد" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والقيادي بجبهة الإنقاذ ل"البديل" أن أوباما لم يتراجع عن موقفه وما صرح به هو إعادة صياغة لما يقوله منذ شهر ونصف تقريبا، وهو أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تريد الحفاظ على الحكومة المؤقتة في مصر لكن عند مستوى أقل من العلاقات عن ما كان الوضع عليه قبل 30 يونيه، سواء فيما يتعلق بالمساعدات أو التدريبات العسكرية وغيرها. وتابع أن ما حدث هو أن الإدارة الأمريكية تجري تقييما لمستقبل العلاقات مع مصر في ضوء التطور الذي يحدث في خطوات المرحلة الانتقالية وبالتالي الموقف الأمريكي النهائي سيتبلور في نهاية هذه المحاولات الحالية. ويرى الدكتور "محمد السعيد إدريس" أستاذ العلاقات الدولية، أن تراجع موقف أوباما تجاه ما حدث في مصر ليس له أي اعتبار أو معنى، مشيرا إلى أن موقفه عدائيا، خاصة بعد أن أجهض الشعب المصري مخططه لتأسيس تحالف إستراتيجي في الشرق الأوسط بين الإخوان وأمريكا يضم إسرائيل وتركيا وقطر وعدد من دول المنطقة وخاصة الخليج، والذي كان يهدف إلى حماية المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط كي تتفرغ للصراع الإستراتيجي الأكبر في إقليم الشرق الأقصى. وتابع بأن نكسة أوباما هائلة في مصر ويحاول أن يعوضها بالانتصار للإخوان في سوريا كي يعود مرة أخرى إلى مصر، ولذلك فإنه لن يغير موقفه العدائي من الثورة المصرية ومن الشعب المصري وكل ما فعله هو أن الصمود المصري أجبره على تغيير مقولاته ظاهريا ولكنه لن يتغير داخليا. وأردف قائلا: لا أجد مبررا لاستجداء رضا أمريكا على مصر، وشدد على ضرورة ألا ينتبه المصريين تجاه موقف أمريكا عما حدث في مصر أو حتى مجرد النظر عن الرضا وعدم الرضا. أما الدكتور "سعيد اللاوندي" أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة فيقول، أن تراجع الولاياتالمتحدة تجاه ما حدث في مصر يأتي ضمن تراجعا كبيرا تجاه الشرق الأوسط عموما وعلى سبيل المثال تراجع موقفهم فيما يتعلق بمصر. حيث اعترف أوباما بأن ما حدث في مصر ثورة حقيقية وأن مرسي الذي يمثل الإخوان والذي حكم مصر كان غير قادر على الحكم واعترف بتقصير مرسي الشديد في هذا الحكم، كما اعترف بنزول الملايين لعزل هذا الرئيس. وأشار إلى تراجعه عن تهديداته لسوريا وتغير موقفه تجاه إيران واعترافه بأنها دولة ذات سيادة ومن حقها أن تمتلك طاقة نووية. كل هذه الأشياء تؤكد بشكل أو بآخر أن الولاياتالمتحدة تراجعت عن كل مواقفها تجاه الشرق الأوسط، بعد شعورها بأن منحنى كراهية الشعوب العربية ازداد أكثر، وتراجعها ذلك يؤكد أيضا أنها استمعت إلى صوت الشعوب العربية جيدا، وتحاول الآن تحسين مواقفها. واختتم بأنه في إطار هذا اعترف أوباما بأنه يبحث عن مصالح بلاده والتي تتمثل مع الشعوب وليس مع النظم والحكومات لأن الحكومات زائلة والشعوب هي الباقية.