يعتبر الفريق "سامي عنان" من أوفى رجال مبارك، وأكثرهم إخلاصا له بسبب الخلفية العسكرية لكل منهما، والتي خلقت نوعا من التفاهم وهو ما أدى إلى أن يذيع صيت عنان في فترة وجيزة جدا، ويصبح من أشهر الشخصيات على الساحة، وتزداد ثروته وأملاكه في فترة ليست بالطويلة، ولكنه دائما يراهن على "الكسبان"؛ فقد التزم الصوت طوال ال18 يوم وهي عمر ثورة يناير، وبعد تنحي مبارك ظهر في وسائل الإعلام وقال أنه انحاز إلى الثوار. كما كان من أوائل "الناجين" من سفينة مرسي الغارقة، حين تقدم باستقالته على خلفية تظاهرات 30 يونيو، ومن بعدها بدأ الفريق سامي عنان رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة المصرية الاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة بالتبرؤ من أحداث المرحلة الانتقالية التي أعقبت ثورة 25 يناير، ومغازلة الثوار في مصر، مستغلا حالة المصالحة بين القوات المسلحة والشعب، خاصة بعدما أبدى المصريون كرههم لفترة حكم المجلس العسكري التي أعقبت 25 يناير. هو سامي حافظ عنان رئيس الأركان السابق للقوات المسلحة المصرية وأحد مستشاري رئيس مصر المعزول محمد مرسي، شارك في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وعيّن كقائد الفرقة 15 د جو م ج ع 1997 وقائداً لقوات الدفاع الجوي في يوليو2001، كما أصدر الرئيس السابق محمد حسني مبارك قراراً بتعيينه رئيساً للأركان في العام 2005. وأقاله رئيس الجمهورية محمد مرسي هو والمشير محمد حسين طنطاوي في 12 أغسطس 2012 وعينه مستشاراً لرئيس الجمهورية ومنحه قلادة الجمهورية، على خلفية مقتل 17 جندي مصري على الحدود في مدينة رفح، وقدم استقالته من منصب المستشارية في 1 يوليو 2013. وكانت هناك بعض الأنباء التي تناقلتها مواقع إماراتية، تفيد بأن الفريق سامي عنان بدأ في تأسيس الحزب الجمهوري هو ومجموعة كبيرة من العسكريين المتقاعدين وعدد من النشطاء السياسيين، على غرار الحزب الجمهوري في أمريكا استعداداً لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة على رأس قائمة الحزب، مستغلاً الشعبية التي تتمتع بها المؤسسة العسكرية أعقاب ثورة 30 يونيو. ويعتمد "عنان" على مواقفه السابقة حين قال اعلموا جيدا بأن هناك أوامر رئاسيه صدرت لنا بسحق المتظاهرين ومساواة ميدان التحرير بالأرض لكن لم ولن نفعل هذا يوما من الأيام، كما كان أول المنضمين لصفوف الشعب في 30 يونيو، وبادر بتقديم استقالته لمؤسسة الرئاسة قبل عزل الدكتور محمد مرسي بيومين فقط. وتنبأت خبيرة الأبراج عبير فؤاد، بأن الفريق سامي عنان لديه حظا وافرا وسيظهر على الصورة مرة أخرى وبقوة قد تؤهله ليكون في أعلى المناصب هذا العام، وقد يكون رئيس مصر القادم. قال "أحمد بهاء الدين شعبان" المتحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير أن الأنباء التي تواردت عن ترشح سامي عنان لرئاسة تلقى بظلالها على شخصية الفريق سامي عنان وتدل على أنه شخصية تسعى إلى السلطة بأي طريقة، مشيرًا إلى أن قطاعا واسعا من المجتمع يحمّله هو والمشير طنطاوي مسئولية ما حدث أيام المجلس العسكري من سحل وقتل الثوار. وأضاف أن عنان يتحمل جزءا من الكوارث التي تحدث في مصر، فهو وكل قيادات المجلس العسكري ساعدوا الإخوان المسلمين على الوصول إلى الحكم مما جعلنا نوصل إلى تلك الحالة من الإرهاب الذى يعم البلاد. وأكد أن مصر تواجهه حربا طاحنة ضد الإرهاب ولا مفر لمواجهات تلك العصابات المدفوعة من الخارج والتي تسعى إلى تخريب المجتمع وتدمير مقاومته، وهذا الأمر يحتاج إلى إجماع وطني بما يعني ضرورة التركيز على هذه القضية خلال الفترة الحالية، بدلا من توزيع الجهود حول مرشحين عسكريين لن تقبلهم القوى الثورية. كما أكد خالد المصري، مدير المكتب الإعلامي لحركة شباب 6 إبريل، على حق كل مواطن في الترشح لرئاسة الجمهورية، سواء اتفقنا أو اختلفنا معه. وأضاف أن الاختلاف مع توقيت الإعلان، فإلى الآن لا يوجد قانون للانتخابات، أو مادة في الدستور توضح كيفية أو شروط الترشح، مشيرًا إلى أن سامي عنان هو أحد أعضاء المجلس العسكري السابق، الذي ارتكب أبشع الجرائم في فترة حكمه، وتسبب في إراقة دماء شباب الثورة، وتوليه للسلطة يمثل انتكاسة للثورة. بينما قال دكتور "محمود سلمان" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مصر الآن في حاجة لشخصية تتمثل فى سامي عنان، مشيرا إلى أن الرأي العام وعدد من وسائل الإعلام بدأت تظهره على الساحة السياسية لتجعله هو المرشح العسكري الوحيد أمام المصريين. وأكد إن استقالة عنان من منصبه نقطه في صالحه، لأن الشعب إذا حاول الإطلاع على ملفاته وإذا كان مشتركا فى جرائم ارتكبها مرسي أو الأنظمة السابقة فلن تجد عليه أي شائبة، لأنه في أيام المجلس العسكري وما حدث فى عهد المشير طنطاوي كان هناك خلافات بينه وبين سامي عنان، بسبب السياسية التي اتبعها طنطاوي مع المصريين، في حين أنه لم يترك الحكم وظل وسط قيادات المجلس العسكري لحين المرور بمصر لمرحلة جديدة، وحين تولى مرسي حاول الاعتراض على سياساته لكن الإخوان كانوا قد احتلوا مفاصل الدولة بما فيها الجيش، وبالتالي استقال من منصبة اعتراضًا على السياسات الإرهابية التي كان يتبعها مرسي. وأوضح أن الجميع يعمل في الوقت الحالي على الصعود إعلاميا لكسب جماهير الشعب المصري كحمدين صباحي وخالد علي وغيرهم، لكن الشعب أصبح لديه حالة من الوعي السياسي الذى يجعله يختار الرجل قليل الكلام كثير الفعل، مشيرا إلى أن سامي عنان لدية برنامجا إصلاحيا كاملا كان قد قدمه أيام المجلس العسكري، وإذا تم العمل به ستعيش مصر فترة جيدة.