قالت صحيفة "ميكلاتشي" الأمريكية، اليوم الأربعاء، إنه لا أحد يعلم إذا كانت الصفقة الروسية المقترحة لتفكيك الأسلحة الكيماوية في سوريا بديل لضربة صاروخية أمريكية، ولكن الأكيد هو أن الفائز بين الكثير ممن فازوا هم المصريين . وأضافت: بالنسبة لهم، فإن روسيا تذكرهم بالحليف السابق الذي بإمكانه أن يحل مشاكل المنطقة بطريقة سلمية، دون تكرار سيناريو العراق الفاشل، أو فشل محادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتحالفات المنطقة الساقطة. وأشارت إلى أنه حتى قبل الصفقة المقترحة للأسلحة الكيماوية السورية، سعت مصر أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، لبناء علاقات أقوى مع روسيا والتحرك بعيدا عن الولاياتالمتحدة، في حين أن وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" اقترح في شهادته للكونجرس في وقت سابق من هذا الشهر أن العالم العربي يراقب ما تفعله واشنطن في سوريا، وما تقوم به موسكو الآن هو تفكيك التحالفات في المنطقة. وذكرت الصحيفة أن وزير الخارجية المصري "نبيل فهمي" زار روسيا هذا الأسبوع، لشكرها على تدخلها في الأزمة السورية، ومناقشة سبل جديدة لتوسيع العلاقات المصرية الروسية، وأعرب عن أمله في الصفقة الروسية أن تقود إلى تخلص العالم من المواد الكيماوية والنووية بدون استثناء أو تميز، في إشارة واضحة لإسرائيل، أهم حليف للولايات المتحدة في المنطقة، والتي تمتلك كل من الأسلحة الكيماوية والنووية. ولفتت إلى أن تحركات الحكومة المصرية لتعزيز العلاقات مع روسيا تحظى بتأيد أغلبية المصريين، الذين هم غاضبون من دعم الولاياتالمتحدة للرئيس المعزول "محمد مرسي"، وتهديداتها بقطع 1.5 مليار دولار من المساعدات العسكرية لمصر، وعدم الاستقرار المسئولة عنه واشنطن في ليبيا، وتهديداتها بالتدخل العسكري في سوريا. وأوضحت أن أعمدة الصحف المصرية تناقش يوميا، طرق فشل الولاياتالمتحدة في المنطقة، وكيف يمكن أن تشكل روسيا والصين والهند طفرة اقتصادية في المنطقة، حيث تبدو الولاياتالمتحدة أضعف، وروسيا أكثر توافقا مع مصر وعلى استعداد للمساعدة في تمويل المشاريع الاقتصادية المصرية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال الرئيس المصري المؤقت "عدلي منصور" في مقابلة تليفزيونية إن روسيا والصين يمكنهم تقديم الكثير لمصر خلال المرحلة المقبلة، ليس سياسيا فقط، بل اقتصاديا.