قالت صحيفة "ميديل إيست مونيتور" اليوم، إن تداعيات ما يحدث في مصر، يجيب على العديد من الأسئلة المتعلقة القضايا السياسية والأمنية، منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، حيث يعد انهياره نقطة تحول تاريخية في الاستراتيجيات المعتمدة من قبل الولاياتالمتحدة والغرب الرأسمالي. وأضافت أن الولاياتالمتحدة وجدت عدوا آخر بديلا للاتحاد السوفيتي وهو الشرق الأوسط، وكما يقول المفكر الأمريكي"بول كيندي" في كتابه "صعود وسقوط القوى العظمى"، إن واشنطن تمر بحالة خطيرة من التوسع الاستعماري، وأنها تركز على الشبح الخارجي للحرب. وأشارت الصحيفة إلى أن الغرب الاستعماري كان قادرا على خلق وسيلة جديدة للصراع الدولي تحت ستار "الحرب على الإرهاب"، ولكن الهدف من ذلك كان هزيمة السوفيت في أفغانستان، وقد خلف ذلك حربا أهلية ابتليت بها البلاد، فالصراع الضروس بين الأفغان كان درسا واضحا للأسلحة التي جلبها الأمريكيين إلى البلاد، وأيضا لأن أفغانستان تركت دون قيادة واضحة. وذكرت الصحيفة أنه كان هناك اختلاف في الرأي بين قادة الجهاد في أفغانستان، فالبعض يرى أن المقاتلين العرب يجب أن يعودوا إلى بلدانهم للمساهمة في التطورات السياسية الجارية هناك، وكانت هذه الفكرة مدعومة من عميد المقاتلين العرب "عبد الله عزام". ولفتت الصحيفة إلى أن "أسامة بن لادن" أول من توافق مع "عزام"، ولكنه عاد إلى المملكة العربية السعودية وتخصص في دراسة إدارة الأعمال بجامعة الملك"عبد العزيز"، وكان يسير على خطى والده، الملياردير السعودي، فلم يكن يعمل في أي شئون سياسية محظورة من قبل الحكومة السعودية. ولكن بعد الغزو العراقي إلى الكويت، والسماح بنشر القوات الأمريكية على الأراضي السعودية، تعقد الوضع السياسي في المملكة، وأدان الكثير قرار الرياض، وقد وضع "بن لادن" تحت الإقامة الجبرية واختار أن يذهب إلى المنفى في السودان، واستثمر أمواله في الشركات الزراعية هناك. تحت ضغوط دولية من قبل الولاياتالمتحدة والسعودية، غادر "بن لادن" السودان في سنة 1996متوجها إلى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة طالبان، التي كانت تسيطر على أفغانستان، وهناك بان وجهه الحقيقي إذ أعلن الحرب على الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفي عام 1998م تلاقت جهود "أسامة بن لادن" مع جهود "أيمن الظواهري" الأمين العام لتنظيم الجهاد الإسلامي المصري المحظور، وأطلق الاثنان بياناً يدعو إلى قتل الأمريكان وحلفائهم أينما كانوا، وإلى إجلائهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام، ونتيجة لبيانه ارتكبت القاعدة تفجيرات "الخبر" وتفجيرات نيروبي ودار السلام، وبذلك خلقت الولاياتالمتحدة تنظيم القاعدة بنفسها. ومع اندلاع المظاهرات السلمية في عام 2011 ضد عقود من القمع والتهميش والاستبداد في العالم العربي، سقطت الأنظمة في مصر وتونس وليبيا واليمن، وكان القاسم المشترك النوايا السلمية، ولكن الدور الغربي الاستعماري ظهر فجأة، حيث الجماعات المسلحة في ليبيا وسوريا وما يحدث في سيناء بمصر، مما يهدد ضياع مكاسب ثورات الربيع العربي.