اشتكى أهالى محافظة الجيزة من نقص ألبان الأطفال المدعم من قبل وزارة الصحة، وأكد أولياء الأمور ل"البديل" أن العبوات غير متوفرة بالصيدليات منذ عدة شهور، بينما أكدت عدة صيدليات بالجيزة أن الشركة المصرية لم تصرف حصة الألبان منذ أكثر من شهر دون معرفة الأسباب، وهى المتسببة في عدم توافر العبوات بالمحافظة. البديل رصدت هذه الظاهرة من خلال عدة لقاءات بأولياء الأمور. فى البداية قالت إحدى أولياء الأمور بالجيزة، ابنتى مازالت رضيعة ولم تكمل عامها الأول وفى حاجة للرضعة بعد أن جف ثديى، ولم يعد في مقدورى إرضاعها بشكل طبيعى، متسائلة هل أترك ابنتى تموت؟! ومكاتب الصحة ترفض إعطائي العبوات المدعمة بشهادة الميلاد، وأخبرونى أنه لا يوجد استثناءات، وهناك أمهات كثيرات لا تستطعن إرضاع طفلها بشكل طبيعى. من جانبها قالت الدكتورة نجوى العشرى – رئيس الإدارة المركزية للرعاية الأولية- ل" البديل": "المخزون الموجود للعبوات ذات اللون الأخضر، وهى للرضع الأقل من 6 أشهر وبدعم جزئى يكفى لمدة 5 أشهر، بينما العبوات ذات اللون الأزرق وهى للرضع، يكفى لمدة 6 أشهر ونصف". وأضافت "الألبان ثمنها بالصيدليات 18 جنيها، ولكنها دعم جزئى، أما الدعم الكلى فهى تباع بثلاثة جنيهات، والموازى له يتعدى ثمنه 40 جنيها، وبالتالى لن يلجأ الصيدلى للألبان المدعمة فهو في النهاية يريد الربح، كما أن وزارة الصحة تشجع الرضاعة الطبيعية". وأوضحت أن هناك ما يقرب من 7 ملايين عبوة سنويا تصرف من الدعم الكلي على مستوى الجمهورية بالمحافظات، وأكدت أن نقص الألبان المدعمة بالصيدليات هو من اختصاص الشركة المصرية. وأشارت أنها للحالات الخاصة مثل ولادة التوأم أو وفاة الأم أو في حال إصابتها بمرض يستدعى عدم قدرتها على إرضاع طفلها بشكل طبيعي، موضحة أنه من ضمن الأسباب التى تواجه نقص العبوات أن هناك كميات موجودة تحت التحليل وأخرى تحت الإفراج. وأضافت: "العبوة الواحدة تكلفتها 18 جنيها، بينما يحصل عليها ولى الأمر بثلاثة جنيهات فقط، وهناك سوء استخدام للصيدلى وسوء توزيع، وتصل حصة كل صيدلية من 4 إلى عبوات10 شهريا، وبالتالي يتم حجزها للأقارب والمعارف، كما أن ثمن العبوة في آخر مناقصة وهى للدعم الكلي كان 26 جنيها نظرا لارتفاع سعر اليورو". والموجود بالصيدليات بالفعل الآن 19 مليون عبوة منها 7ملايين عبوة ذات اللون الأحمر و 8 ملايين أخرى ذات اللون الأخضر بجميع المحافظات، و4ملايين عبوة ذات اللون الأزرق لرضع فوق ال 6شهور. من جانبه حذر المركز المصري حماية الحق في الدواء" ابن سينا" من مخاطر محققة تهدد صحة ملايين الاطفال بسبب عدم وجود الالبان الخاصة بهم . وأوضح أن أسباب اختفاء العبوات المدعمة ، إلى تأخر وزارة المالية في إرسال موافقتها إلى وزارة الصحة التي بدورها تقوم بتكليف الشركة المصرية لتجارة الأدوية وهى شركة مختصة باستيراد الأدوية لصالح الشعب المصرى للبدء في إجراءات المناقصة الخاصة باستيراد هذه الأدوية وألبان الأطفال. وقال محمود فؤاد مدير المركز ل" البديل": "تبين لمندوبى المركز بمحافظات البحيرة والشرقية والدقهلية وصول عبوات الألبان إلى 42جنيها، رغم أن سعرها الحقيقى 3جنيهات. وأشار إلى أن الوزارة وضعت شروطا مجحفة لصرف الألبان من مراكز الرعاية الأساسية، وهي وفاة الأم أو تناولها لبعض الأدوية التي يمكن أن تؤثر على الطفل، ووجود أكثر من طفل ، وأخيرًا أن يكون لبن الأم غير كافٍ. وأضاف"هناك نوع آخر من الألبان مدعم جزئيًا ويباع بأسعار تتراوح ما بين 17 و 18 جنيهًا في الصيدليات، إلا أنه اختفى منذ شهرين"، مؤكدا أن هناك طلبيات تصل إلى أن تقوم الشركة المصرية على استيراد 12 مليون عبوة لبن للمواليد من ذوى المرحلة الأولى من سن يوم إلى 6 أشهر، و4ملايين عبوة للأطفال حتى سن عامين، ورغم زيادة المواليد فى مصر طبقا للإحصاء الرسمى، فإنه لم يطرأ زيادة على هذه النسب". وقال:"رغم أن وزارة الصحة أعلنت عن زيادة كميات الألبان الصناعية المدعمة المطروحة للأطفال أقل من 6 أشهر إلى 15 مليون عبوة خلال المناقصة الجديدة للعام المالى 2013/2014، بزيادة قدرها 3 ملايين عبوة عن العام المالى السابق". ويرى" المركز" ضرورة زيادة دعم ألبان الأطفال والذى يكلف الدولة 200 مليون جنيه سنويًا ومطلوب زيادتها إلى 600 مليون سنويا. وطالب "المركز" بضرورة تطبيق اتفاقية الطفل الدولية لحقوق الطفل بالمادة "6″، والتي تنص على"لكل طفل حق أصيل فى الحياة "، والمادة "24″ والتي تقرر بأن لكل طفل الحصول على أعلى مستوى صحي، مؤكدًا أن 180 طفلًا من كل 1000 طفل يحتاج إلى غذاء تكميلي.