ذكرت صحيفة "لو فيجارو" في مقال مطول لها اليوم، تحت عنوان " موقف العسكريين الفرنسيين يعيق حماسة الدبولماسيين " أن الجيش الفرنسي يتخذ موقفا حذر منذ بداية الأزمة السورية. وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن وزارة الدفاع الفرنسي منذ أعلن الرئيس أولاند عن رغبته في معاقبة سوريا، وهي تتخذ موقفا انسحابيا ومتراجعا، مشيرة إلى أن الملف السوري تسيطر عليه وزارة الخارجية التي تبذل كل ما في وسعها لتوجيه ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وبينت "لو فيجارو" أنه على عكس الحرب في مالي في بداية العام الجاري، حيث بذل الجيش كثيرا من الديناميكية والحماسة من أجل التدخل في مالي ضد الجماعات الإسلامية، بينما كانت تتخذ وزارة الخارجية موقفا حذرا تجاه هذه الأزمة في بداية الأمر، غير أنه مع بزوغ أزمة سوريا، تتخذ وزارة الدفاع الفرنسية موقف متراجع حيال هذا الملف. وأوضحت الصحيفة أن الجيش الفرنسي يرى أن وزير الخارجية "لورا فابيوس" تحول إلى قائد حربي حيال الأزمة السورية، حيث أوضح جنرال قريب من الرئاسة أن "فابيوس هو الداعي الحقيقي للحرب داخل الحكومة الفرنسية، فهو الذي أقنع أولاند، وحدد الصعوبات والحلفاء معهم". وتساءلت الصحيفة قائلة: لماذا هذا الموقف من قبل فابيوس؟ مشيرة إلى أنه يرغب في الانتقام، بعد أن تم تهميشه خلال الملف المالي والذي كانت تسيطر عليه وزارة الدفاع، فوزير الخارجية يريد أن يكون المدير الوحيد للملف السوري. وتابعت "لو فيجارو" أن خلال الأسبوعين الماضيين لا يتحدث وزير الخارجية الفرنسية إلا عن الحرب، وهذا ما يزيد الدول الأوروبية غير المحبذة للحرب باتخاذ موقف حذر. وأشارت "لو فيجارو" إلى أن باريس تعمل في الوقت الحالي على ضرورة أن يكون هناك " ردع " لانتشار السلاح تحت مسمى محاربة الأسلحة الكيميائية، لكن أولاند ينسى أن خلف الستارة السورية تقبع أزمة أخرى تلوح في الأفق ألا وهي القنبلة النووية الإيرانية، الذي لم يتخذ حيالها نفس الموقف. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي فرنسي " أن الأزمة السورية موجودة منذ الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، غير أنه في عهد الرئيس الجديد، عمل وزير الخارجية أن يكون هو المسيطر على هذا الملف، فهو الذي يدفع الأمريكيين إلى التدخل، وموقفه منذ البداية مندفع وغير حريص في هذا الملف الذي لا يتعلق كثيرا بفرنسا التي أصبحت بشكل مبكر هي التي تدير الأزمة السورية في الغرب، وهذا ما يجعل مصداقيتنا على المحك ". ومن جانبها، أكدت "لو فيجارو" أن وزير الخارجية الفرنسية هو الذي يعمل منذ توليه الحكم على أن يكون مديرا للأزمة السورية في الغرب، ففي البداية هو أول من اعترف بالتحالف الوطني للمعارضة، ثم بعد ذلك اقترح تسليح المتمردين، وجاء الضربة الكيميائية في 21 أغسطس لتزيد من دور فابيوس، حيث خلقت لديه الاعتقاد بأنه لا يمكن أن تستمر العملية السياسية دون شن " ضربة إيقاف " لبشار الأسد. وبينت الصحيفة أن وزارة الدفاع تتخذ موقفا أكثر حرصاً تجاه سوريا منذ البداية، حتى اقتراح تسليح المتمردين لاقى كثيرا من التساؤلات لدى الجيش، وفي الوقت الحالي، يأسف الكثير من قادة الجيش على عدم اتخاذ وزارة الخارجية لحلول أخرى بدلا من الحل العسكري، كفرض عقوبات إضافية على النظام السوري على سبيل المثال.