ركزت الصحف الفرنسية اليوم، على نتائج الاستطلاع الذي قام به معهد "أيفوب" الفرنسي والذي أظهر أن 64% من الشعب الفرنسي يرفض التدخل العسكري على سوريا. وأوضحت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية أن الرئيس الفرنسي الذي أصبح مسبقا معزولا على الساحة الدولية، يجد نفسه الآن معزولا أيضاً على الساحة الداخلية. وبينت الصحيفة في مقالها اليوم تحت عنوان " التدخل العسكري في سوريا: الفرنسيون يملون من أولاند " أن مهمة الرئيس الفرنسي تزداد صعوبة يوما بعد آخر في الشأن السوري، فالرأي العام الفرنسي أصبح يمل سياسة أولاند. وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن 68% من الشعب الفرنسي يرفضون أن تدخل فرنسا في تحالف يقوم بضرب سوريا، مشيرة إلى أنه بعد انسحاب بريطانيا وغالبية الدول الأوروبية أضحى أولاند وأوباما الوحيدين الذين يرغبون في شن ضربة عسكرية ضد سوريا. وفي مقال آخر لها تحت عنوان " أولاند يرفض أن يضع في اهتماماته نتائج الاستطلاعات الخاصة بسوريا "، أشارت الصحيفة إلى أن قصر الرئاسة أوضح أن الرأي العام في فرنسا مهما حدث سيظل رافضا لعملية عسكرية ضد سوريا، ولكن هذا لا ينبغي أن يغير رأي رئيس الجمهورية الذي ينتظر قرار الكونجرس الأمريكي وخبراء الأممالمتحدة. وتساءلت "لو فيجارو" هل معارضة 68% من الشعب الفرنسي للتدخل العسكري في سوريا من الممكن أن تجعل أولاند يغير رأيه؟ بالطبع لا، كما أكد قصر الأليزيه قائلا " الرأي؟ الرأي سيظل رافضا للحرب حتى النهاية، فمن العادي أن نجد الرأي العام رافضا للحرب، فعندما تساءل شخص هل أنت تريد الحرب، سيقول لا! ، فالشعب عاش تجربة العراق وليبيا. وأشارت "لو فيجارو" إلى أن التصويت في البرلمان الفرنسي حول التدخل في سوريا كما طلبت المعارضة، ليس في جدول الرئيس الفرنسي، فأولاند لا ينتظر أن يتفق النواب الفرنسيون على قرار بشأن التدخل في سوريا، بل ينتظر رأي الكونجرس الأمريكي وتقرير المفتشين. ويبدوا أن الرئيس الأمريكي يلقى نفس المعاملة من شعبه بخصوص الأزمة السورية فقد أظهر استطلاع رأي نشرته مؤسسة "غالوب" للأبحاث أن 51 بالمئة من الأمريكيين يعارضون التدخل العسكري في سورية، فيما أيد ضربها 36 بالمائة فقط. وتأتي نتيجة الاستطلاع لتشكل أقل نسبة تأييد لأي تدخل أمريكي في صراعات ونزاعات شاركت فيها الولاياتالمتحدة على مدى السنوات العشرين الماضية، بحسب خبراء "غالوب". كما أشار الاستطلاع إلى أن 43 بالمئة من الأمريكيين أيدوا الحرب في كوسوفو عام 1999 في حين أيدها 82 بالمئة في أفغانستان عام 2001. يأتي ذلك بعد فشل واشنطن في كسب تأييد دولي في مجلس الأمن بشن حرب على سورية على خلفية اتهامها باستخدام السلاح الكيميائي، وفي وقت اعترف فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما بصعوبة الحصول على موافقة الكونجرس لضرب سورية.