على الرغم من تصدر الأزمة السورية أولويات الصحف الفرنسية، إلا أن الأزمة التونسية استطاعت أن تجد لها مكانًا فى صدارتها. قالت صحيفة «لو نوفل أوبسرفاتور» الفرنسية في مقالها أمس الجمعة تحت عنوان «تونس في مأزق؟» إن «البلاد تفتقد لرجل سياسي ناضج»، مشيرة إلى أن الوضع في تونس وصل إلى طريق مسدود مع حكومة النهضة الحالية، «فلم يكره التونسيون أحدًا مثلما يكرهون الحزب الحاكم في الوقت الحالي». وبدأت الصحيفة متسائلة «لماذا وصلت البلاد إلى هذا الطريق المسدود؟ ولماذا لا تستطيع الخروج منه؟ ولماذا وصل الأمر إلى استحالة وجود حل؟ هل النهضة أصبحت الحزب الذي لا يقهر، والجدار الذي لا يمكن إسقاطه؟». وبينت «لو نوفل أوبسرفاتور» أن التصرفات العنيدة تكشف من هو على خطأ، إنها حركة النهضة التي تخدع الجميع دائماً بنهوض مزيف تحت راية الدين التي تخفي فشلهم. وأشارت الصحيفة إلى أن تمسك حركة النهضة بالحكم، ووعودهم التي لم تنفذ، وإثبات عدم كفاءتهم في جميع المجالات وخاصة في إدارة البلاد، واستبدادهم وأصوليتهم، كل هذا تسبب في تآكل تعاطف الذين كانوا يصدقونهم وصوتوا لهؤلاء الناس «الذين يخشون الله»، لكن ثبت أنهم لا يقيمون وزناً للدين ولا للقانون. وأوضحت الصحيفة أيضاً أن شعبية حركة النهضة تضاءلت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، فوفق الاستطلاعات الأخيرة، لم تتعدَّ شعبيتها 10%، مشيرة إلى أن الشعب التونسي أضحى يبغض حركة النهضة بشدة، بل وفقد أمله في وعود هذه الحركة الإسلامية، لذا فالثورات تعم البلاد من أجل ألا تطول هذه المرحلة في تاريخ البلاد أكثر من ذلك، فالشعب يقول للنهضة الآن «كفى»، و«خبز وماء، وغنوشي لا». على جانب آخر، كشفت صحيفة «هافنجتون بوست» الفرنسية أن الإعلام التونسي يشهد خلال الفترة الحالية تكميمًا شديدًا وضغوطًا قوية من حركة النهضة، فقد كتبت رئيسة نقابة الصحفيين التونسيين نجيبة الحمروني أمس الجمعة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي ال «فيس بوك»: «نحن سنعلن حربًا مباشرة ضد الممارسات الفاشية التي تستهدف الإعلام والصحفيين». وأشارت الصحيفة المذكورة إلى أن الصحفيين التونسيين يشهدون ضغوطًا شديدة ومحاولات توجيه من السلطات التابعة لحركة النهضة الحاكمة، حيث تم استبعاد مقدم البرامج التونسي سفيان بن فرحات من إذاعة «شمس أف أم» التونسية، كما تم إلقاء القبض على المصور في موقع «استروبال تي في» مراد محرزي والحكم عليه بالسجن سبع سنوات، بعد أن صور إلقاء المخرج التونسي نصر الدين شيلي بيضة على وزير الثقافة التونسي مهدي مبروك. وأوضحت «هافنجتون بوست» أن هناك محاولات من السلطة الجديدة في تونس المتمثلة في حركة النهضة لفرض سيطرتها على الإعلام، عن طريق تعيين أشخاص تابعين لها على رأس الإعلام التونسي، على الرغم من عدم امتلاك هؤلاء الأشخاص للحرفية المطلوبة، بداية من قضية صحيفة الصباح، حيث قامت السلطات التونسية بتعيين لطفي تواتي على رأس الصحيفة؛ مما أدى إلى تظاهر الصحفيين بالجريدة لعدة أشهر، وعلى الرغم من هذه المعارضة الشديدة، إلا أن حركة النهضة لم تغير من سياستها.