دراسة أكاديمية: المكامير قضت على زراعة «المشمش».. وأصابت المواطنين بأمراض الرئة على طريق الموت «خط 12»، تواجه القليوبية أخطر المشكلات التى تفتك بالآلاف من مواطني الإقليم.. مكامير الفحم النباتي هي صناعة يرتزق منها المئات، ولكن تفتك بالآلاف. يعاني أهالى قرى مراكز بنها وطوخ والقناطر الخيرية منذ ما يقرب من عقدين من الزمن من مشكلة مكامير الفحم التي يعجز عن حلها المسئولون. تصل أعداد مكامير الفحم في مركز طوخ بالقليوبية إلى أكثر من 350 مكمورة، ويتركز معظمها بمدينة أجهور الكبرى. أصيب أهالى قرى القليوبية بالأمراض الصدرية وأمراض العيون، إذ يتسبب دخان المكامير المتصاعد في قتل كل شئ حي يقترب من منطقتها، فهو يقتل كل من اقترب منزله منها، ويجهض الحيوانات، ويتلف النباتات. يقول سامى حسنين، أحد سكان قرية أجهور الكبرى التى يتركز بها أكثر من 100 مكمورة فحم، إنهم يعانون من تلك الكارثة منذ عشرات السنوات، مشيرًا إلى أن أهالى القرية طالبوا بغلقها أكثر من مرة، ولم يستمع إليهم أي مسئول. وأكد أن معظم سكان القرية وأطفالها مهددون بالموت؛ بسبب أمراض الربو الشعبي التى تنتشر بغزارة بينهم. «بعد ماكنا بنشم الورد بقينا نشم الدخان»، هذه كلمات قالها شندى إبراهيم، أحد سكان أجهور الكبرى، مؤكدًا أن قريته كانت تشتهر بزراعة الورود في الستينيات، ولكن بعد نشأة المكامير بات من الصعب تواجد الورود بالقرية، حيث أنها تفتك بالنباتات، وأصبحت مصدر دخل أفضل من الورود، ويقتات من العمل فيها الكثيرون. وتدخلت راوية سلامة قائلة: «ولادنا بيضيعوا مننا»، موضحة أن معظم أطفال القرية، وخاصة حديثى الولادة يعانون من أمراض صدرية، فحساسية الصدر والربو أصبحت أمرض مألوفة لديهم، مشيرة إلى أن معظم حيوانات القرية تعاني الإجهاض. ويؤكد محمد علي، أحد السكان، أن القرية فى أيام الصيف تعانى من اختناق يصعب علاجه؛ نظرًا لارتفاع درجات الحرارة مع زيادة الرطوبة، مشيرًا إلى أن الحل فى أيدي المسئولين الذين فضلوا الصمت حتى أصبحت مكامير الفحم «قنبله موقوتة» لكل من يقترب منها. جدير بالذكر أنه في عام 1993 صدر قرار بإزالة مكامير الفحم، ولكنه لم يطبّق حتى الآن. وتعرّف مكمورة الفحم على أنها، حفرة يتم فيها رص الأخشاب بارتفاعات عالية، وتغطى بالقش المبلل بالماء، وكذلك تراب الفحم، ويوجد على جوانبها مواسير للتغذية بالهواء اللازم للاشتعال، وغالبًا ما تحاط المكمورة بمبنى مسقوف؛ لتجميع الغازات المنبعثة، ومعالجتها حراريًا ومائيًا لتحويلها إلى غازات متوافقة بيئيًا، لكن هذه العملية الأخيرة لا تخضع لها العديد من مكامير مركز طوخ بالقليوبية. فيما أكدت دراسة أعدها قسم الجيومورفولوجيا بكلية الآداب جامعة بنها، أن التأثير البيئي للمكامير، يؤدي إلى ارتفاع مستوى التلوث في الجو الذي ينجم عنه فساد المحاصيل البستانية «كالمشمش»؛ مما يترتب عليه إزالة معظم البساتين وإحلال المحاصيل الحقلية محلها، بجانب تعرض بعض المواطنين للأمراض الصدرية وقصور في وظائف الرئة.