أكد تقرير بيئي صادر عن قسم "الجيومورفولوجيا"، بجامعة بنها أن محافظة القليوبية، من أكثر محافظات الجمهورية التي تحتوى على مكامير للفحم، قدَّرها التقرير ب 170 مكمورة، تتسبب في انبعاثات ضارة تهدد صحة الإنسان والبيئة، وتدمر المحاصيل الزراعية. وذكر التقرير أن مركز طوخ وحده يحتوى على 80 مكمورة، تتسبب فى انبعاثات ضارة، وأن المنطقة الجنوبية بالمحافظة، أكثر المناطق تضررا بالتلوث الناتج عن الانبعاثات والأدخنة الصادرة من المكامير، نتيجة أن الرياح تحمل تلك الإنبعاثات من الشمال للجنوب. وقال التقرير إن معظم تلك المكامير عبارة عن حفرة يتم فيها رص الأخشاب بارتفاعات عالية، وتغطي بالقش المبلل بالماء وتراب الفحم، مما يتسبب في زيادة نسبة الانبعاثات والأدخنة والأتربة المنبعثة أثناء عمليتي تفحيم الخشب والإطفاء، الأمر الذي تسبب في تدمير مئات الأفدنة من المحاصيل الزراعية، وخاصة الموالح. وكشف التقرير أن العدد الكبير لمكامير الفحم بمحافظة القليوبية بشكل عام، وفى مركز طوخ بشكل خاص، كان من ضمن أسباب تدهور محصول المشمش بقرية العمار، والذي كانت تشتهر به القرية، وكانت إنتاجيته بكميات كبيرة تكفى السوق المحلى، ويتم تصدير كميات كبيرة منه. وكشف التقرير أن تلك المكامير ينتج عنها العشرات من الغازات الضارة منها غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يؤدي تراكمه في الهواء إلي ارتفاع درجة حرارة الجو وصعوبة التنفس، كما يعد أحد أسباب المطر الحمضي، وغاز أول أكسيد الكربون، والذي يؤثر علي الجهاز التنفسي، كما يتحد مع هيموجلوبين الدم ويؤدي إلي نقص الأوكسجين بالدم. وأكد التقرير أن نسبة كبيرة من سكان المناطق القريبة من مكامير الفحم يعانون من الأمراض الصدرية وقصور في وظائف الرئة، كما أن عددًا كبيرًا من أصحاب المحاصيل البستانية ومن أهمها أشجار المشمش، والبرتقال قاموا بإزالة البساتين، وإحلال محاصيل الحقل بدلا منها، نتيجة تضاؤل الإنتاج بسبب الإنبعاثات والغازات السامة. وأوصى التقرير بضرورة أن يتم إتباع أساليب علمية وأكثر أمانا في مكامير الفحم تجنبا للأضرار البيئية والصحية، والاقتصادية التي تسببها، ومنها اختيار موقع المكمورة بعيدا عن مراكز الاستقرار البشري بمسافة كبيرة، وأن يكون الموقع في الاتجاه الجنوبي الشرقي أو الجنوبي الغربي أي في اتجاه منصرف الرياح السائدة وإحاطة الموقع بسور متين وبارتفاع لا يقل عن مترين.