رفضت الفصائل الفلسطينية، دعوة نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس- إسماعيل هنية، للمشاركة في إدارة قطاع غزة، محذرة في الوقت ذاته، من لغة التهديد، التي توعد بها "هنية"، حملة "تمرد"، في ظل الأوضاع المأساوية التي يعاني منها القطاع. إلا أن دعوة "هنية"، لاقت ترحيب من قبل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، على لسان عضو مكتبها السياسي- رباح مهنا، واصفا إياها بالخطوة الإيجابية، التي طالما دعت إليها الجبهة، في إطار لقاءاتها الثنائية مع حركة حماس، أو في تصريحاتها، معتبرًا ذلك مدخلا لإعادة الجهود من أجل تنفيذ اتفاق المصالحة. ويؤكد "مهنا"، في تصريح خاص "للبديل"، تعقيبًا على دعوة "هنية"، أن "وجود إرادة حقيقية لتنفيذ ذلك، سيؤدي إلى تفعيل خلايا المجتمع، ومؤسساته الشعبية والنقابية، وتخفيف حدة الاحتقان في الشارع الفلسطيني، وخاصة قطاع غزة، وتوحد كل الطاقات للاستمرار في معركة الصمود، ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي." وشدّد "مهنا"، على ضرورة ضمان نزاهة الانتخابات البلدية، ومشاركة جميع فئات المجتمع السياسية والمجتمعية فيها، وأن يكون إجراءها تحت إشراف لجنة الانتخابات المركزية، وأن تكون انتخابات الاتحادات النقابية والطلابية والمهنية، بتوافق الجميع، على آلية لضمان نجاح هذه الانتخابات. ويقول محمود خلف- عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، إن حل أزمة الانقسام، لا تكون عبر إعادة تفعيل الانقسام من جديد، ونحن بحاجة إلى إنهاء الانقسام، ولأن يتم التوافق على آليات تطبيق اتفاق 4 مايو 2011، عبر تشكيل حكومة وحدة وطنية، تدير قطاع غزة، وإجراء الانتخابات. ويضيف "خلف": "الأمر ليس بحاجة لإنتاج الحالة الفلسطينية كما هي، بل أن الوضع الفلسطيني، يجب أن يخرج من حالة إدارة العملية الانقسامية، إلى أن يكون هناك تقدم فعلي بخطوات جدية للأمام، وإنهاء الانقسام والعودة لاتفاقيات المصالحة من أجل تطبيقها. ويتابع: "الخلاف أساسًا، لم يكن في يوم من الأيام على إدارة قطاع غزة، بل أن الحكم يجري تحت سلطة الاحتلال، لذلك فإن الصراع الرئيسي ينبغي أن يكون مع الاحتلال، وبالتالي يجب أن تكرس كل الجهود لتوجيه عملنا للخلاص منه، ويصبح هناك عمل وطني موحد، باتجاه إدارة الأراضي الفلسطينية تحت دولة مستقلة. ويؤكد "خلف"، أن الحل ليس في المشاركة في إدارة قطاع غزة، والبحث عن حلول جزئية، بل الحل يكمن في انهاء حالة الانقسام السياسي وإتمام المصالحة الوطنية. من جانبه أكد محمود الزق- عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي، أن هذه اللحظة تحتاج إلى مبادرات سريعة ومباشرة، تقترب من الهم الأساس الذي نعانيه وهو هذا الانقسام . ويقول "الزق": إن خطاب "هنية" ربما يحمل حروف جميلة، ولكن للأسف، فإنه من حيث المضمون، لا يقترب من المأمول منه، في هذه اللحظة، وهو إنهاء الانقسام؛ وما سمعناه هو تحذير وتهديد لحركة "تمرد" ضد الظلم، والمطلوب ليس التهديد، وإنما نزع الذرائع، لأي عمل من هذا النوع، وهذا يعني أن ننهي الانقسام . أما أمين مقبول- أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، فيؤكد أن دعوة "هنية" للفصائل للمشاركة في إدارة قطاع غزة، جاءت متأخرة جداً، وليس لها أي معنى في الوقت الراهن. حيث قال "مقبول"، إن حركة حماس، تمر الآن بحالة قلق ومآزق نتيجة انعكاسات ما يجري في مصر والهجوم الإعلامي عليها، إضافة إلى توتر علاقتها مع سوريا وإيران وحزب الله، الأمر الذي دفعها لتغيير موقفها من الوضع الداخلي وخروج هنية بتلك التصريحات؛ ويشير إلى أن كل تلك العوامل لعبت دوراً في محاولة حماس للبحث عن مخارج لوضعها المتأزم. وأضاف "مقبول": "نحن قدمنا لحركة حماس "طوق النجاة"، بالذهاب إلى الانتخابات، ولكنها رفضته وكانت دعوتهم للمشاركة في الحكومة، دون إجراء الانتخابات الأمر الذي لن يكون مقبول لدينا". وكان "إسماعيل هنية"، قد دعا إلى توسيع رقعة المشاركة، في إدارة قطاع غزة، إلى حين تحقيق المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكنه لم يوضح الآليات التي يدعو فيها للمشاركة، في إدارة قطاع غزة أو الجهات المدعوة لمثل هذه المشاركة. وحول موافقته على الانتخابات البلدية والنقابية؛ قال أمين سر المجلس الثوري:" نحن نرحب بإجراء الانتخابات البلدية والنقابية، ونتمنى أن تجري سريعاً لأنه لا يجوز مصادرة حق الشعب الفلسطيني، والنقابات والمنظمات الأهلية"؛ لافتاً إلى أن حماس تعطل كل أنواع الانتخابات في قطاع غزة. وفيما يتعلق بتصريحات "هنية"، حول فتح المؤسسات المغلقة التي تم إغلاقها أبان الانقسام وتحذيرات الشارع من التمرد ضد حكم حركته، قال "مقبول": من الواضح أن مآزق "حماس" حاليًا كبير ولا نعرف مداه، وتصريحات "هنية"، تأتي في سياق حالة التوتر التي تعيشه الحركة في قطاع غزة. في حين قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين- أحمد المدلل، أن الموضوع لم يناقش بعد من قبل الحركة، ولم تخرج بموقف تجاه هذه الدعوة، فيما أفاد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني- وليد العوض، أن الحزب بصدد الخروج بموقف رسمي ويتدارس الموضوع. أخبار مصر- البديل