* الملك يكلف السلطتين التشريعية والتتنفيذية بالإعداد لحوار ويقول: الإصلاح هو المشروع الذي لم ولن نحيد عنه المنامة- وكالات: دعا ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الثلاثاء عشية رفع حالة الطوارئ في المملكة، إلى حوار وطني “من دون شروط مسبقة” للبحث في “الوضع الأمثل لمملكة البحرين”. وأفادت وكالة أنباء البحرين أن الملك قال في كلمة أمام كبار الإعلاميين في البحرين “نوجه السلطتين التنفيذية والتشريعية للدعوة لحوار للتوافق الوطني بشان الوضع الأمثل لمملكة البحرين واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة للتحضير لهذا الحوار الجاد والشامل ودون شروط مسبقة ليبدأ مع بداية شهر يوليو من هذا العام ليبادر الجميع بالاشتراك فيه بدورهم من خلال استشراف المستقبل واستخلاص المرئيات”. وقال الملك إن الحوار سيكون “من أجل دفع عجلة الإصلاح لمزيد من التطور في كافة المجالات، والمساهمة في ترسيخ قواعد المشروع الإصلاحي، وتحقيق آمال شعب البحرين الكريم في السلم والعدالة واستمرار عجلة التنمية والتقدم”. وذكر الملك أن “مرئيات الحوار” سترفع له ليعرضها على المؤسسات الدستورية. وأكد الملك حمد أن دعوته للحوار تأتي استكمالا لدعوة الحوار التي أطلقها ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة بعد اندلاع الحركة الاحتجاجية التي قادها الشيعة في منتصف 14 فبراير ولم تتحقق. وتأتي مبادرة الملك بالرغم من حالة انعدام الثقة السائدة في البلاد، خصوصا مع قبول استقالات نواب المعارضة الشيعية واستمرار اعتقال قياديين في المعارضة وإفادات ناشطين عن حملة تضييق واسعة على مؤيدي الحركة الاحتجاجية وعلى الشيعة البحرينيين عموما. وقال الملك في كلمته “إن ما مر بنا من أحداث خلال الفترة الماضية لا يجب أن نتوقف عنده إلا من أجل استخلاص الدروس والعبر فعجلة الإصلاح قد تحركت منذ بداية الإجماع التاريخي على ميثاق العمل الوطني (2001) الذي قرر من خلاله شعب البحرين الكريم الانتقال إلى فصل جديد من تاريخه”. وأكد أن “الإصلاح هو المشروع الذي لم ولن نحيد عنه”. وأضاف “من الذي لا يريد أداء حكوميا أكثر كفاءة؟ أو تمثيلا تشريعيا أكثر فعالية؟ أو جمعيات سياسية ومؤسسات مجتمع مدني تعمل في إطار الوحدة الوطنية والتزام حكم القانون؟ من لا يريد ذلك فهو لا يؤمن بالتطور كما أنه لن يستطيع أن يوقف السير الطبيعي الصحيح لتقدم حياة الشعوب”. وتأمل الحكومة في استعادة سباق فورمولا 1. وكان هذا السباق الذي يجري في مارس قد ألغي بسبب الاضطرابات لكن اجتماعا للاتحاد الدولي للسيارات يوم الجمعة قد يقرر إجراؤه في وقت لاحق هذا العام. وكانت البحرين قد دعت قوات عربية خليجية لمساعدتها أثناء فض احتجاجات في مارس وقالت إن قوات السعودية والإمارات العربية ستبقى في البلاد لفترة غير محددة للمساعدة في مواجهة تهديد متصور من إيران. وشنت السلطات حملة اعتقالات وفصل من العمل أثناء الأحكام العرفية أثرت على آلاف الأشخاص الذين شاركوا فيها ومعظمهم شيعة. وتوفى أربعة أشخاص وهم رهن الاحتجاز. وتجري محاكمات عسكرية لواحد وعشرين شخصية معارضة — سبعة منهم في الخارج — بشأن اتهامات بالسعي للإطاحة بالنظام ويقول ناشطون في الدفاع عن حقوق الإنسان إنهم تعرضوا للتعذيب. وأشاد الملك بتجمع الوحدة الوطنية في الكلمة التي ألقاها. والتجمع جماعة سنية تدعمها الحكومة برزت أثناء الاضطرابات كقوة في مواجهة جماعات المعارضة الشيعية. وقال التجمع إنه يتعين على جمعية الوفاق الوطني تغيير قيادتها قبل أن تصبح المصالحة السياسية ممكنة وقامت جماعات سنية بحملة من أجل نبذ جمعية الوفاق وتوقيع عقوبات صارمة في المحاكمات العسكرية الجارية. ومن جانبه، رحب جاسم حسين عضو الوفاق السابق بإعلان الملك، وقال إنه متفائل تماما وراض عن أن الملك قدم هذا العرض عشية عودة الأوضاع الطبيعية. وأضاف أنه يعتقد أن بالإمكان التغلب على المشاكل نظرا لأن مستقبل البلاد في خطر. لكن ناشطا معارضا طلب عدم نشر اسمه قال إن الخطاب يفتقر للجوهر، ولم يحدد الملك معايير وتحدث بصفة عامة عن ضرورة تحسين أداء الحكومة والبرلمان. وهددت الحكومة بإغلاق جمعية الوفاق الوطني وهي أكبر جماعة معارضة. ولم يتم إلقاء القبض على أي من زعماء جمعية الوفاق ولا يواجه أي منهم محاكمة.