استشهد شاب وأصيب أكثر من 125بجراح بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي استهدف متظاهرين بذكرى النكبة ال 63 شرق وشمال قطاع غزة. وقال أدهم أبو سلمية الناطق باسم الإسعاف والطوارئ في تصريحات لوكالة “معا” للأنباء إن عدد الإصابات ارتفعت لتصل 125إصابة في منطقة معبر بيت حانون شمال قطاع غزة، منهم 40 إصابة بالغاز السام. وقالت المصادر الطبية إن سيارات اسعاف نقلت الجرحى الى مستشفيات في شمال القطاع، مبينة أن عددا من المصابين وصفت جراحهم بالخطيرة، من بينهم المصور الصحافي محمد عثمان الذي اصيب برصاصة في الرأس. وقال شهود عيان إن مجموعة من الفتية يحملون أعلاما فلسطينية اقتربوا من الجانب الفلسطيني على معبر بيت حانون، إلا أن قوات الاحتلال أطلقت نحوهم أربع قذائف مدفيعة وأطلقت النار عليهم من نقاط المراقبة العسكرية المنتشرة في محيط المعبر ما أدى إلى وقوع اصابات في صفوفهم. وأضاف الشهود أن قوات الاحتلال استخدمت أسلحة كاتمة للصوت بإطلاق النار على المتظاهرين وأن غالبية الجرحى أصيبوا في رؤوسهم وبطونهم، وأن عددا منهم بقوا على الأرض ينزفون دون أن تتمكن سيارات الإسعاف من بلوغهم لخطورة المنطقة بسبب إطلاق النار الإسرائيلي. وشارك العشرات من المتظاهرين من مختلف الفصائل الفلسطينية ومتضامنين أجانب في “مسيرة العودة” التي انطلقت في شمال قطاع غزة إحياء لذكرى النكبة، وتأكيدا على حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها بالقوة. وكانت الأجهزة الأمنية التابعة لحكومة حماس قد اتخذت إجراءات أمنية للحيلولة دون وصول المتظاهرين إلى الحدود خشية تعرضهم للاستهداف من قبل قوات الاحتلال، إلا أن مجموعة من الفتية حاولت الوصول إلى المعبر. ومن ناحيتها، اعتبرت حكومة حماس أن الاعتداء الإسرائيلي على المتظاهرين المسالمين دليل على ارتباك الاحتلال وقلقه العميق من أي حراك شعبي يمكن أن تقوم به جموع الشعب الفلسطيني. وقال الناطق باسم الحكومة طاهر النونو، إن الاحتلال أظهر أنه في حالة عجز حقيقي أمام إرادة الأمة وشعوبها الحية، وأنه منهزم في داخله يفتقد أي مقوم إنساني للبقاء سوى اللجوء إلى العنف والقوة والقتل لفرض وجوده القصري على المنطقة والعالم. وأعرب عن تقدير حكومته العميق لكافة جماهير الشعب الفلسطيني والشعوب العربية التي تحركت اليوم والأيام الماضية لتحيي ذكرى النكبة، وتؤكد على حقنا الثابت في أرضنا ورفضنا مهما عظمت الخطوب ومرت السنون. وقال: “إن الحشود التي شاهدناها في فلسطين ومصر وسوريا ولبنان هي دليل على قرب تحقيق الوعد الإلهي بالنصر والتمكين والعودة إلى الديار والمقدسات، وتأكيد على حيوية وعي شعبنا وأمتنا واستمرارية القدرة على الفعل والتأثير ورفض المتغيرات التي يحاول الاحتلال أن يمررها كأمر واقع في أرضنا ويلغي ذاكرتنا ووعينا“. وحملت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن سياسة القتل التي أدت إلى عدد من الإصابات خلال مسيرات العودة. ودعا سامي أبو زهري الناطق الرسمي باسم حركة حماس في بيان إلى تنظيم أكبر حملة إدانة دولية للجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت اليوم ضد المدنيين الفلسطينيين خلال المسيرات السلمية. وأدانت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بالتصدي للمظاهرات والمسيرات السلمية وقمعها بالقذائف المدفعية والأعيرة النارية الثقيلة وقنابل الغاز المسيل للدموع ما نجم عنه ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى ووقوع العديد من الإصابات الخطيرة في صفوف المواطنين بما فيهم أهلنا على طول الحدود الشمالية وتحديدا في مارون الراس ومجدل شمس والجولان المحتل. واعتبرت المبادرة أن هذا التصعيد الخطير والقمع التعسفي للمسيرات التي خرجت بشكلها السلمي لتعبر عن مطالبة الشعب بحقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في العودة ما هو إلا مؤشر على رفض حكومة اليمين المتطرفة وتنكرها الواضح لحقوق شعبنا الفلسطيني. فيما أكدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أن الجماهير الفلسطينية مدعومة بتضامن شعبي عربي جعلت من ذكرى النكبة ال63 تسونامي غير مسبوق في وجه إسرائيل، وهبة شعبية ويوم تاريخي للتأكيد على حق العودة وفق القرار 194. وأوضحت أن خروج عشرات الآلاف من الفلسطينيين والعرب من قطاع غزة والضفة الفلسطينية وجنوب لبنان والجولان المحتل ومصر وزحفها نحو حدود الأراضي المحتلة عام 48 بدقها جدران الاحتلال، دليل على تمسك شعبنا ووحدته وعمق التضامن العربي والدولي ودعمه لقضية شعبنا ونضاله المشروع ضد الاحتلال الإسرائيلي حتى دحره وانجاز الحرية والعودة والاستقلال، مؤكدةً دور الثورات والانتفاضات العربية بإعادة القضية الفلسطينية لمكانتها وموقعها في أوساط الحركة الشعبية العربية. وحيت الجبهة الديمقراطية هبة جماهير الشعب الفلسطيني في تلك الذكرى الأليمة لتندد بالمجازر والإجرام الإسرائيلي بحق التحركات الشعبية السلمية المعبرة على تمسك الشعب الفلسطيني وحقه بالعودة وفق القرار 194 ورفض كافة أشكال التوطين.