* المعلومات المتاحة على الإنترنت حولت شابا من أبرز الموالين لنظام الأسد إلى أبرز النشطاء في الثورة الرغبة في إسقاطه * نشطاء إنترنت: نوصل أحداث سوريا إلى العالم كي لا تتكرر مذبحة حماة دون معرفة بها البديل- وكالات: يقوم ناشطو “الثورة السورية” على الإنترنت التي تسعى إلى إسقاط النظام بنقل أخبار الاحتجاجات، عبر الهواتف الجوالة، ومواقع التواصل الاجتماعي لا سيما تويتر وفيسبوك. ومن بين الشخصيات التي تقود هذه المهمة رامي نخلة شديد الشاب الذي كان قبل خمس سنوات من أشد المؤيدين والمعجبين بالرئيس السوري بشار الأسد، إلا أنه أصبح اليوم أحد أبرز ناشطي الثورة السورية التي تسعى إلى إسقاط النظام على الإنترنت. ويقوم رامي نخلة، تحت اسم مستعار هو ملاذ عمران، مع مجموعة من الناشطين بنقل أخبار “الثورة” أولا بأول، مدعمة بصور تلتقط عن طريق الهواتف الجوالة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما تويتر وفيسبوك. وكان نخلة (28 عاما) قد غادر سوريا خفية بداية العام إلى بيروت خشية أن تقوم السلطات السورية باعتقاله بعد أن قامت بالتحقيق معه أكثر من أربعين مرة. ومن شقة صغيرة في العاصمة اللبنانية يمضي الشاب ضعيف البنية ذو العينين الزرقاوين ساعات طويلة أمام كمبيوتر محمول ينشر من خلاله ما يتلقاه عبر الإيميل أو الهاتف النقال من معلومات عن الوضع في سوريا. كما يقوم رامي وزملاؤه بتزويد وسائل الإعلام بأرقام ناشطين وشهود عيان للاتصال بهم داخل سوريا. ولدى تعذر الاتصال عبر الهاتف كما حدث عدة مرات منذ بدء الاحتجاجات، يقوم بتزويدهم بعناوين للاتصال بها عبر برنامج سكايب للتواصل الهاتفي على الانترنت أو بتوفير رقم هاتف خليوي يعمل عبر الاقمار الصناعية (ثريا). ويقول رامي “نحن عوضنا جزئيا غياب الإعلام العالمي من داخل سوريا، لو لم نوصل ما يجري لما كانت الثورة انتشرت ولتم قمعها في المهد“. ويروي الشاب الذي درس العلوم السياسية في جامعة دمشق كيف تحول من “موال بشكل تام” للرئيس السوري إلى ناشط يسعى لإسقاط نظامه. ويقول “كنت أحبه كثيرا، كما باقي السوريين كنت أصدق الدعاية التي يبثها النظام“. إلا أنه بدأ يتغير في العام 2006 وقال: “بفضل الإنترنت اكتشفت حجم القمع وغياب الحريات وأصبحت ناشطا سياسيا“. وبالإضافة إلى دوره “الإعلامي” يساهم رامي وزملاؤه في تنسيق التظاهرات الاحتجاجية في سوريا. ويقول “نقوم بالتنسيق بين الشباب الذين يعملون على الأرض ضمن مئات من المجموعات الصغيرة التي تقوم بالانضمام للمتظاهرين. ننسق بين هذه المجموعات لكي يكون هناك ما يشبه الإدارة المشتركة للثورة“. ويضيف “حتى بالنسبة لي، شكل حجم التظاهرات مفاجأة. أنا مؤمن بحتمية سقوط النظام لأن الثورة لا يمكن أن تقمع“. ويؤكد رامي أنه “لو استطاع النظام السوري التصرف دون أن يعرف العالم لقتل الشعب بأكمله لذلك نعمل نحن لكي يعلم الجميع في الخارج والداخل ما الذي يدور في سوريا. ويتفق الناشط الحقوقي وسام طريف، الذي امضى عدة أسابيع في سوريا دون علم السلطات، مع رامي نخلة على أهمية شبكات التواصل الاجتماعي التي يستعملها هو أيضا بشكل كبير. ويقول طريف، المدير التنفيذي لمنظمة “إنسان” لحقوق الإنسان، إن “أهم الأخبار عما يجري في سوريا لم يحصل عليها الصحافيون الموجودون في دمشق بل خرجت إلى العلن عن طريق النشطاء الذين يستعملون تويتر وغيرها من وسائل الاتصال على الإنترنت“. وأضاف “لو لم تكن هذه الوسائل موجودة لحدث اليوم ما حدث في حماة دون أن يعرف العالم ذلك قبل مرور عدة أسابيع“. وكان النظام السوري برئاسة الراحل حافظ الأسد قمع انتفاضة للإخوان المسلمين في حماة في 1982، ما أوقع آلاف القتلى بحسب المنظمات الحقوقية. وينشر الناشط أسامة المنجد، أحد أبرز منسقي صفحات “الثورة السورية” على الفيسبوك، ايضا عبر تويتر روابط أبرز الاخبار التي تتعلق بسوريا في صحف العالم كما يقوم بالإشراف على “ملخص أحداث الثورة السورية” الذي ينشر يوميا. ويقول المنجد المقيم في لندن “أقوم بالتنسيق مع وسائل الإعلام العالمية وأساعدهم على الاتصال بالمصادر داخل سوريا“. ويضيف “بإيصال الأخبار إلى قنوات مثل الجزيرة والعربية نضمن أيضا أن أغلب السوريين سيعلمون حقيقة ما يجري في البلاد“. وبفضل جهود المنجد وزملائه بثت الجمعة الماضية واليوم الجمعة أيضا صور مباشرة عبر الإنترنت عن المظاهرات في سوريا صورها ناشطون على الأرض بهواتف جوالة او كاميرات الحواسيب. وعودة إلى بيروت حيث يقول رامي نخلة إنه “لا ينام تقريبا منذ اندلاع الثورة إلا لساعتين أو ثلاث خلال انقطاع التيار الكهربائي خلال النهار“، كما هي الحال في العاصمة اللبنانية. وللبقاء يقظا، يشرب رامي باستمرار مشروب المتة المنبه والذي يعتبر المشروب الوطني في الأرجنتين وبلدان أخرى في أمريكا اللاتينية. ويقول بهذا الصدد “المتة تحتوي على الكثير من الكافيين“، ويضيف مازحا “كما أنها كانت المشروب المفضل لجيفارا“.