قبل اغتياله بأشهر، على يد مجموعة متشددة في قطاع غزة، عاش الصحفي الإيطالي والناشط في حركة التضامن الدولية “فيتوريو أريحوني”، مع مجموعة من الشباب المصريين، الذين قرروا أن يحولوا حياة «أريحوني» إلى فيلم وثائقي، أنتجته شركة «إيمدج باور» للأفلام الوثائقية، ويعرض في مهرجان «الجزيرة» للأفلام الوثائقية في 21 أبريل الجاري. وتحت عنوان «ابق إنساناً» تدور أحداث الفيلم الوثائقي، لتستعرض حياة المناضل الإيطالي، الذي ترك بلاده وقرر أن «النضال يبدأ هنا وأمام هذه الدبابات». كان «أريحوني»، واحدا من مجموعة واسعة من المناضلين الأوربيين الذين عايشوا الوضع في غزة على الأرض. وربما لم يكن يتصور أن تنتهي حياته في 14 أبريل الماضي على يد جماعة ترفع شعار «مقاومة العدو»، الذي يرفعه الناشط الإيطالي أيضا. تعرض «أريحوني» للخطف، تحت تهديد السلاح، لمقايضته بمجموعة من الأشخاص الذين اعتقلتهم حركة «المقاومة» الإسلامية «حماس» التي تسيطر على قطاع غزة. عاش «فيتوريو أريحوني» في غزة، وانضم لدرع بشرية، تحمي المزارعين والصيادين، من انتهاكات الآلة العسكرية الإسرائيلية. وعلى صفحات جريدة «المانفيستو» كتب الصحفي والناشط الإيطالي عن المعاناة اليومية لسكان القطاع، حتى جاءت عملية «الرصاص المصبوب» في ديسمبر 2008، ليرى الصحفي الإيطالي «المجزرة البشرية» تحدث أمام عينه، فيسجلها في كتاب بعنوان «ابق إنسانا» وهو العنوان الذي أختاره فريق الإعداد ليكون عنواناً للفيلم. يقول محمود عزت، مخرج العمل:«بالطبع لم نكن نتوقع أن ينتهي نضال الناشط والصحفي الإيطالي بهذه الطريقة البشعة، أن يتم التعامل معه كرهينة، بعدما باع كل شيء تقريبا، ليحمي بجسده الفلسطينيين في القطاع من توحش الآلة العسكرية الإسرائيلية». ربما كان محمود ورفاقه ينتظرون نهاية أخرى للناشط الإيطالي، فهناك وعلى بعد سنوات من مقتله «أريحوني»، دهست جرافة إسرائيلية جسد راشيل كوري، المناضلة الأمريكية التي حاولت أن تمنع الجرافة من تدمير منزل فلسطيني في غزة، لكن «حكايات غزة» لا تنتهي، فبدلا من «جرافة العدو» جاءت رشاشات «المجاهدين» لتصعد بروح «أريحوني» فوق سماء فلسطين التي لن تنسى من ضحوا لأجلها.