* محاولات للتهدئة ،تعهدات بعفو عام ومنع عناصر الأمن من دخول الأحياء ومنع أية اعتقالات * أنباء عن لقاءات بين بشار ووفود من دوما وحمص للتعرف على مطالبهم البديل- وكالات: استعد الجيش السوري لدخول مدينة بانياس المحاصرة منذ ثلاثة أيام في محاولة لحفظ الأمن بعد الإعلان عن إطلاق سراح الموقوفين على خلفية الأحداث التي جرت في هذه المدينة ضمن محاولات للقيادة السورية لتهدئة الأوضاع والحد من الاحتقان في البلاد. يأتي ذلك فيما تستمر الدعوات إلى التظاهر للمطالبة بإطلاق الحريات غداة انضمام حلب للمرة الأولى إلى موجة الاحتجاجات التي تجتاح سوريا منذ 15 مارس. وأعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس “أكد لي مشايخ مدينة بانياس أنه تم الاتفاق أمس (الاربعاء) بين وفد من أهالي بانياس ووفد مسؤول عن القيادة على دخول الجيش في أي لحظة”. وأوضح أن “الجيش سينتشر في نقاط محددة من المدينة لحفظ الأمن فيها”. وأشار إلى أنه “سيتم منع العناصر الأمنية من دخول الأحياء لتنفيذ حملات اعتقال فيها”. وتابع ان “اهل المدينة رحبوا بدخول الجيش”، مشيرا إلى أن “أحد الهتافات التي كانت النسوة يطلقنها خلال اعتصامهن كانت: الله سوريا والجيش والشعب”. وكانت آلاف النسوة اللواتي يتحدرن من قرية البيضة (ريف بانياس) والقرى المجاورة لها اعتصمن على الطريق العام بين بانياس وطرطوس الأربعاء للمطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الذين أوقفوا الثلاثاء خلال حملة أمنية شنتها القوات السورية في البلدة والقرى المجاورة لها وتضامنا مع مدينة بانياس المحاصرة. وذكر رئيس المرصد أن “وفد القيادة وعد بملاحقة العناصر التابعة للعصابات المسلحة التي عملت على إثارة الفتنة الطائفية ومحاسبة الجهات الأمنية التي غضت الطرف ولم تتخذ الإجراءات الكفيلة بايقاف الأعمال التي كادت تشعل المدينة طائفيا”. وأذيع البيان الذي تم الاتفاق عليه أمس بين أهالي المدينة والقيادة عبر المساجد اليوم. ويقضي الاتفاق بالاعلان عن عفو عام على كل ما جرى في بانياس والإفراج عن جميع المعتقلين وعدم دخول عناصر الأمن إلى المدينة وعدم مداهمة أي منزل أو اعتقال أي شخص. كما تحدث الاتفاق عن “دخول الجيش إلى نقاط محدده في بانياس وحي القصور والقوز وإزالة الحواجز من الشوارع”، داعيا الأهالي إلى “استقبال الجيش بمودة كونه جاء لحماية أهل المدينة”. وأشار البيان إلى أن “أهل بانياس في حل من هذا الاتفاق إذا لم يلتزم الجيش بأي بند” فيه. وياتي الاتفاق فيما استقبل الرئيس الرئيس السوري بشار الأسد، بحسب صحيفة الوطن الخاصة والمقربة للسلطة، للمرة الثانية ولنحو ساعتين ونصف الساعة وفدا من أهالي مدينة دوما (ريف دمشق) التي شهدت أحداثا دامية، ضم 16 شخصية من اللجان الشعبية للمدينة للاستماع إلى مطالبهم. وتمثلت المطالب “برفع حالة الطوارئ وتعديل الفقرة الخاصة بعقوبة الإعدام لمنتسبي جماعة الاخوان المسلمين في القانون 49′′، حسب الصحيفة التي قالت أنه “تم تأكيد ضرورة إقرار قانون للأحزاب وآخر يسمح بالتظاهر السلمي بعد أخذ الموافقات المطلوبة”. وأضافت الصحيفة ان الاسد “اجتمع الاربعاء مع وفد من مدينة حمص ضم فعاليات شعبية من مختلف أحياء ومناطق المحافظة” مشيرة إلى أن الوفد “صارح الرئيس بكافة الحوادث التي حصلت في المدينة وشرح طلبات المواطنين ومشاكلهم التي تجلت خلال التظاهرات”. إلا أن أيا من وسائل الإعلام الرسمي لم تذكر الخبر. وياتي ذلك مع استمرار الدعوات الى الاحتجاج غداة تظاهر نحو 500 طالب في كلية الاداب التابعة لجامعة حلب تضامنا مع درعا وبانياس وللمطالبة باطلاق الحريات وذلك للمرة الاولى في هذه المدينة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في سوريا في 15 مارس. ودعت صفحة “الثورة السورية” إلى التظاهر غدا في “جمعة الإصرار” للتعبير عن “الإصرار على المطالب والإصرار على الحرية والإصرار على السلمية”. وتشهد سوريا موجة من التظاهرات غير المسبوقة في مناطق عدة من البلاد للمطالبة بإصلاحات وإطلاق الحريات العامة وإلغاء قانون الطوارئ ومكافحة الفساد وتحسين المستوى المعيشي والخدمي للمواطنين. واوقعت هذه عشرات القتلى والجرحى خاصة في درعا (جنوب) وبانياس الساحلية (غرب) ودوما (ريف دمشق) خلال الأيام الأخيرة بحسب مصادر حقوقية.