تناولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم، توقيع وزير الدفاع فايز غصن على قرار التمديد لقائد الجيش العماد جون قهوجي، حيث أصدر وزير الدفاع فايز غصن قراري تأجيل تسريح العماد قهوجي واللواء الركن سلمان مدة سنتين، واستند إلى المواد 15 و55 و56 من قانون الدفاع، وكذلك إلى قرار مجلس الوزراء تاريخ 28 - 11 - 1991 "تكليف الجيش المحافظة على الأمن"، وإلى اقتراح قائد الجيش. وأشارت النهار إلى أن القهوجى وفى كلمته الأولى التي تزامنت مع صدور قرار التمديد، لفت في "أمر اليوم" الذي وجهه إلى العسكريين في الذكرى ال 68 لتأسيس الجيش إلى "أن احترامنا للديمقراطية يجعلنا اليوم نقول إن الخشية من الفراغ حتمت الكثير من القرارات التي لم تكن لتتم لو دارت عجلة الحياة السياسية دورتها الطبيعية، ولم تتحكم الخلافات بين الأحزاب والتيارات فتلغي الاستحقاقات الدستورية ". وشدد على "التزام الحفاظ على الإرث الديمقراطي من خلال استمرار عمل المؤسسات لا تعطيلها وتفريغها"، مجددا التعهد "بأن يكون جيشنا على قدر المسئوليات والاستحقاقات وأن يكون الجيش للبنان وحده". ومن جانبها أفادت صحيفة الأخبار اللبنانية أن غصن الذي التقى قهوجي أوضح "أن الوضع السياسي غير الطبيعي الذي تمرّ به البلاد، والواقع الأمني الدقيق والحساس الذي نعيشه، فضلا عن الأحداث الأمنية المحيطة ببلدنا، وضعنا كسياسيين أمام مسئولية وطنية كبيرة، دفعتنا للقيام بخطوات ضرورية لمنع دخول المؤسسة العسكرية في فراغ سيكون قاتلا للبلد برمته، ومن هنا كان القرار بتأجيل تسريح قائد الجيش ورئيس الأركان". وأشار إلى أن هذا القرار "شكل إعادة تجديد الثقة بالقيادة العسكرية"، مؤكدا أنه "لا يعني انتقاصا من قدرات أي ضابط في المؤسسة العسكرية في تبوّء المناصب"، وصدر سيل من التهانئ للجيش في عيده أكدت الالتفاف حول المؤسسة العسكرية، على صعيد آخر، نقل النواب عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد لقاء أمس تأكيده أهمية دعم الجيش. ورأى "أن كل خطوة تحصّن وتساعد على تعزيز دور المؤسسة العسكرية في حفظ أمن البلاد واستقرارها هي خطوة مطلوبة ويجب أن تحظى بكل تأييد، وأكد رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي، أن مؤسسة الجيش أثبتت "أنها عصية على كل الخلافات والتداعيات السياسية"، معتبرا أن "قوة الجيش هي بالوحدة الوطنية وبوقوف اللبنانيين إلى جانبه". فيما أكد رئيس الحكومة المكلف تمام سلام "إيمانه بضرورة تعزيز قدرات الجيش والالتفاف حوله لتمكينه من القيام بدوره الوطني في تشكيل مظلة أمان لجميع اللبنانيين". وكتبت صحيفة السفير تقول "مع حلول العيد الثامن والستين للجيش اللبناني، اليوم، لن يكون مستغربا أن يندفع السياسيون إلى إغراق المؤسسة العسكرية بالعواطف الجياشة والكلام المعسول، كما هي حالهم في كل مناسبة من هذا النوع، لكن الحقيقة أن الجيش يحتاج إلى أكثر بكثير من التطريز اللغوي الذي يتقنه خياطو السياسة اللبنانية. ولعل أكبر خدمة تسديها الطبقة السياسية للجيش تكمن في أن تخفف عنه عبء الفراغ الذي صنعته يداها، وأثقل كاهل المؤسسة العسكرية بأعباء كبرى على امتداد مساحة الوطن، حيث وجدت نفسها تواجه في وقت واحد الإرهاب المتنقل والحروب الأهلية الصغيرة والحدود المكشوفة إلى جانب مهام أخرى هي من اختصاص قوى الأمن الداخلي.