ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر، إنها ليلة مباركة إذ هي أعظم الليالي في العشر الأواخر من رمضان، إنها ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر. "البديل" التقت الداعية الأزهرى الشيخ رجب شعبان رمضان السيد، ليحدثنا عن هذه الليلة المباركة، فقال عن تحري ليلة القدر. "من علامات ليلة القدر، أنها ليلة معتدلة لا تكون شديدة الحر في الحر، ولا تكون شديدة البرد في البرودة، فهي ليلة هادئة يكون فيها نوع من أنواع السلام والسكينة، وعلاماتها أن صباحها ليس شديد الحرارة، حيث تكون الشمس خافتة كأن هناك غماما، وذلك لصعود الملائكة إلى السماء، وهذا الصعود يقلل ضوء الشمس إلى الظهيرة". وأضاف "ليلة القدر طلقة، لا حارة ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة ". وأوضح رمضان السيد أن الحكمة من إخفاء الله تعالي لليلة القدر عن الناس كي يتحروها في العشر كلها، وفي الأوتار منها، مشيرا إلى حديث النبي : "تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان"، رواه البخاري، ولقوله : "ليلة القدر ليلة سبع وعشرين"، رواه أحمد وأبو داود. فضل ليلة القدر: 1- وفيما يتعلق بفضل ليلة القدر أوضح الشيخ رمضان السيد، أن فضلها يعود إلى نزول القرآن فيها: فقال تعالى "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ". ثانيا أنها خير من ألف شهر، قال سبحانه "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر".ٍ ثالثا هي ليلة مباركة: لقوله "حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ". رابعا فيها يقدّر مقادير الخلائق: "فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ". خامسا "فيها مغفرة الذنوب: فعن أبي هريرة قال :أن النبي قال:((من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". سادسا قال الإمام القرطبي في فضلها: وحسبك قوله - تعالى -: {لَيْلَةُ القدر خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} وقوله: {تَنَزَّلُ الملائكة والروح فِيهَا}، وفى الصحيحين: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه".) سابعا أن الملائكة تنزل فيها والروح : أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحِلَق الذِّكْر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيماً له"، والروح هو جبريل عليه السلام - وقد خصَّه بالذكر لشرفه. ثامنا أن الله - تعالى - وصف تلك الليلة بأنها سلام من أولها إلى آخرها: "سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر".