رصدت صحيفة "جارديان" البريطانية ردود أفعال بعض دول العالم حول إطاحة الجيش بالرئيس "محمد مرسي" واحتجازه، حيث تواصل الاستقطاب حيال ذلك في مصر وجميع أنحاء المنطقة والدول الغربية. سارعت الدول خليجية كالمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلى تأكيد الثقل على الخارطة السياسية في المرحلة الانتقالية، وأرسلت مليارات الدولارات لمصر، أما قطر فقد كانت خارج اللعبة. وعن المملكة العربية السعودية، قالت الصحيفة: رغم أن الحكم هناك إسلامي محافظ مستند للشريعة، فرح القادة السعوديون بسقوط "مرسي" والإخوان، وفي الأسابيع الأخيرة قدموا مليارات الدولارات مساعدات إلى مصر، فهذا الموقف جاء على النقيض من العام الماضي، خلال حكم المعزول فلم ترحب المملكة بالعملية التي جلبت "مرسي" إلى السلطة، حيث كان ينظر إليها على أنها ستجلب التمرد والعصيان في جميع أنحاء المنطقة وأنها بمثابة تهديد للمملكة. وذكرت الصحيفة البريطانية أن الإمارات العربية المتحدة والكويت رحبتا بالنظام الوليد في مصر، وتعهدت الإمارات بحزمة من المساعدات، ودعم البلاد بالغاز كما تبعتها الكويت بطريقة مماثلة، فأبو ظبي والكويت كان لديها شكوك عميقة تجاه حركة الإخوان، وينظر دعمهم للانقلاب الذي حدث بقيادة الجنرال "عبد الفتاح السيسي" في كثير من الأوساط بأنه تأييد للعودة إلى بنية السلطوية التقليدية في مصر بما في ذلك السعودية. أما الدوحة فقد خسرت بشكل واضح مع خروج الإخوان من السلطة بعد أن وقفت بكل ثقل عقب الثورة وراء "مرسي" وكانت الدولة العربية الوحيدة التي تقدم مثل هذا الدعم، وجاء دعم قطر ل"مرسي" في نفس وقت تمويلها وتسليحها المعارضة السورية، لإيصال الإخوان المسلمين في سوريا، لكن التبرعات ومساعدات قطر للإخوان في مصر قبل عزل "مرسي" لا يزال غير واضح. وعن الولاياتالمتحدة، قالت الصحيفة إنه في يناير الماضي كان "باراك أوباما" تابعا لسياسة الرئيس السابق "جورج بوش" الخارجية، والتي كانت تكلفهم ملايين الدولارات، أما في وضع الرئيس المصري الأسبق "حسني مبارك" تخلت واشنطن عن تلك السياسة، وسقط النظام المصري، مما أثار غضب المملكة العربية السعودية لعدم وقوف الإدارة الأمريكية بجانب الرئيس الأسبق. وأضافت الصحيفة أن السعودية استغرقت عدة سنوات حتى يهدأ غضبها بسبب انسحاب "أوباما" من دعم مبارك، وتهدد علنا إلى إعادة توجيه تركيزها الاستراتيجي بعيدا عن واشنطن، لصالح القوى العالمية الجديدة مثل الهند والصين، ولكن هذه المرة، وقفت واشنطن ورفضت اعتبار ما حدث انقلابا مسلحا أطاح بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا، فما حدث خلال الأسابيع الثلاثة الماضية يحظى بتأيد شعبي واسع. وحول الموقف السوري، أفادت الصحيفة أن الرئيس "بشار الأسد" كان رد فعله سريعا بعد سقوط "مرسي"، فقد قال إن ما حدث في مصر نتيجة رفض المجتمع للإسلام السياسي. أما تركيا، قظلت حكومة رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان" تدعم الإخوان وبقوة، فمنذ الانقلاب أعلن "أردوغان" مرتين أن "مرسي" هو رئيس البلاد.