أصدر الدكتور هشام قنديل- رئيس الوزراء السابق، بياناً مسجلا على موقع "اليوتيوب"، اليوم- الخميس، وذلك ردًا على بيان الفريق أول عبدالفتاح السيسي- وزير الدفاع، أمس الأربعاء، مؤكدًا أن خطابه بمثابة "رد لغيبة" الرئيس المعزول محمد مرسي، والذي أكد أنه أبدى مرونة في قبول الاستفتاء، على أن يكون عقب الانتخابات البرلمانية، حتى لايحدث فراغ دستوري؛ وأن "السيسي" أصر أن يتم ذلك في خلال أسبوعين. كما طرح "قنديل"، مبادرة للخروج من الأزمة، تتضمن الإفراج عن جميع المعتقلين من يوم 30 يونيه، ووقف تجميد الأموال، وتفعيل لجنة تقصى الحقائق بشأن مذبحة الحرس الجمهوري، وإرسال وفد لزيارة الدكتور محمد مرسي للاطمئنان على صحته، وتهدئة حملة الهجوم الإعلامية من الطرفين، وتصعيد لغة لم الشمل للمصلحة الوطنية، وعدم الخروج في مسيرات والالتزام بأماكن محددة للتظاهر. وجاء البيان كما يلي: نص البيان: لقد عاهدت نفسي ألا أتحدث إلى الإعلام بعد تقديم استقالتي والتي أعلنت فيها موقفًا واضحًا، أن ما حدث في 30-6 هو انقلاب واضح ومكتمل المعالم، ولكن الأحداث الحالية والعنف والدماء التي تسيل، والطريق المظلم التي تتجه إليه مصر، بكل قوة، ومع الأسف بيد أبنائها، يتطلب من كل واحد منا أن يقول كلمة الحق، من باب إبراء الذمة، وإخماد الفتنة وحقن الدماء وحتى ننقذ بلدنا العزيز مصر. وهذا البيان ينقسم إلى قسمين: القسم الأول هو ذكر بعض الحقائق ورد غيبة فخامة الرئيس الدكتور محمد مرسي حتى يعود، ويمكنه أن يحكى القصة كاملة بنفسه، أما القسم الثاني من كلمتي أو من هذا البيان، فهو بعض المقترحات التي استطيع أن أقول إنها مبادرة طرحتها إلى الأطراف المختلفة وأطرحها الآن أمام الرأي العام المصري حتى نستطيع أن ننقذ هذا الوطن الغالي وأن نحقن دماء المصريين. و لقد حرصت على أن أسجل وأن ألقي هذه الكلمة بعيدًا عن أي منصة أو أي ميدان أو منبر أعلامي حتى يكون الأمر واضحا، أن هذه رسالة موجهة إلى كل المصريين. أما في القسم الأول و من باب إظهار الحق والشهادة لله وللتاريخ، أن الدكتور محمد مرسي في قراراته التي شهدتها بنفسي، كان يضع مصر أولا وشعب مصر بجميع طوائفه فوق كل اعتبار؛ وكان حريصا على مكتسبات الثورة وحريصا على الحفاظ على واستكمال ما تم بنائه من مؤسسات الدولة الديمقراطية و بكل تأكيد كان حريصا اشد الحرص على حقن الدماء دماء المصريين، و دفع التنمية في كل المجالات و ذلك لمصلحة مصر وشعب مصر. الدكتور مرسي كانت عقيدته وأعتقد كان هذا السبب في ما حدث، أنه لابد للشعب المصري أن يملك إرادته للغذاء والدواء والسلاح، هذا كان هو المنهج والأساس في كل ما يقوله ويفعله. في أثناء هذا العام الذي عملت معه جنبًا إلى جنب مع الدكتور محمد مرسي, كان الجميع ينادي بالاحتواء والمشاركة في صنع القرار. فلقد رفضت الأطراف في عدة مرات و أنا كنت شاهد على ذلك, معاونة الدكتور مرسي و آلت على نفسها إلا أن تهدم ما يقوم به وتهيل التراب على ما قد تم إنجازه, على عكس ما يثارعن الدكتور مرسى من الرغبة بالإنفراد في صنع القرار أو الديكتاتورية. أما عن أحداث قبل وبعديوم 30 يونيو، ففي آخر لقاء و آخر توصية للدكتورمحمد مرسي للفريق الأول عبد الفتاح السيسي, أمامي, ظهر 2-7-2013 في الحرس الجمهوري بمنشية البكري, فقد أوصى الدكتور محمد مرسي، الفريق عبدالفتاح السيسى بأن يحافظ على الجيش من أجل مصر ثم العرب ثم الإسلام. حسب علمي وحسب مشاهدتي وحسب ما رأيته بنفسي، فإن الدكتور محمد مرسي لم يكن يعلم بإنذارات و بيانات الجيش قبل صدورها، بل اعتبرها تحيزا لطرف دون الآخر، وإفساد للمشهد السياسي وأنها لا تساهم في الهدوء بأي حال من الأحوال. و في ما يخص الاستفتاء، فقد أبدى الرئيس الدكتور محمد مرسي مرونة فيهذا الشأن و لكنه رأى أن يتم ذلك بعد إجراء الانتخابات البرلمانية و التيكان من المتوقع أن تجرى خلال شهر سبتمبر والتي يتبعها تشكيل الحكومة حتى لايحدث فراغ دستوري أو انحراف عن المسار الديمقراطي الذي ساهم فيه الشعب منخلال استفتاءين و انتخابات مجلسي الشعب و الشورى والانتخابات الرئاسية إضافة إلى الدستور المستفتى عليه، ولكن كان الإصرار أن يتم هذا الاستفتاء خلال أسبوعين و هذا ما رفضه الرئيس لأنه كانت الأجواء ملتهبة و يستحيل معهاإجراء استفتاء نزيه مما سيعطي شرعية للانقلاب على الرئيس المنتخب النقطة الأخيرة: فقد طرح السيد الرئيس مساء 2-7 في كلمته للأمة مبادرة متكاملة، والتي أشملت على نفس البنود طرحها الفريق السيسي في اليوم التالي في بيانه يوم 3-7 والتي أضاف عليها نقطتين أساسيتين و هما عزل الرئيس و تعطيل الدستور. أما الموضوع الثاني والشق الثاني والخاص بالمبادرة للخروج من الأزمة: فأنه بدلا من استمرار التصعيد و ازدياد العنف واستمرار سيل الدماء. فإن أهم شيء الآن و الذي يجب أن نضعه نصب أعيننا هو مصر و شعب مصر و مستقبلأولادنا و حقن الدماء. و في هذا الوقت يتطلب منا جميعًا أن نعلي مصلحة مصرالعليا و قد طرحت مبادرة تتكون من ثلاثة مراحل: المرحلة الأولى: أن يكون هناك فترة تهيئة أجواء و تهدئة من الطرفين والتي قد تشمل على الآتي: الإفراج عن جميع المعتقلين الذين تم القبض عليهم بعد 30 يونيو 2013 تجميد جميع القضايا وقف تجميد الأموال؛ تفعيل أعمال لجنة تقصي الحقائق مستقلة حول مذابح الحرس الجمهوري و النهضة وغيرهاقيام وفد بزيارة الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية للاطمئنان على صحته؛ تهدئة حملة الهجوم الإعلامية من الطرفين وتصعيد لغة لم الشمل للمصلحة الوطنية.؛ عدم الخروج في مسيرات والالتزام بأماكن محددة للتظاهر. أعتقد أن مثل هذه العناصر عند تطبيقها وبسرعة ستساهم في تهدئة الأجواءوتهيئة الأطراف للمضي قدمًا في التفاوض للخروج من الأزمة الحالية. المرحلة الثانية: هي الاتفاق على المبادئ العامة والتي يمكن التفاوض على تفاصيلها بعد ذلك، والمقترح أن تكون: إعلاء مصلحة مصر العليا و الالتزام بالشرعية، لابد للشعب أن يقول كلمته فيما حدث من انقسام.؛ الحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار و المضي قدما في المسار الديمقراطي. وبعد تهدئة الأجواء والاطمئنان على رئيس الجمهورية، والاتفاق على المبادئ العامة، يمكن المضي قدما في المرحلة الثالثة من هذه المبادرة، وهى تفاصيل خارطة الطريق، والتي تحقق في الأصل الالتزام بالشرعية والاستماع لصوت الشعب في كل إجراءاتها، فقد نزل الشعب بأعداد كبيرة وهائلة في 30-6 ليقول رأيه ونزل الشعب أيضا بأعداد كبيرة وهائلة لمدة 25 يومًا ومازالمستمرًا ليقول كلمته، وعلينا أن نستمع إلى كل الآراء. ويجب ألا ننسى أن هذه أمة عظيمة، بإمكانات كبيرة، ولكنها تواجه تحديات كثيرة، ليست فقط سياسية، ولكن أيضا مخاطر اقتصادية هائلة، تهدد السلام و الأمن الاجتماعي ولا تقل خطورة عن التحديات السياسية إن لم تكن أكثر. هذا ما أردت أن أقوله للشعب المصري، فقد أردت أن أرد غيبة الدكتور محمد مرسي، حتى يعود ويحكي القصة كاملة، حتى لا يظلم و حتى لا يكتب في التاريخ أننا لم نرد غيبته، ولم نقل الحقيقة في هذه الأوقات الحاسمة، والجزء الثاني والذي أعتقد أنه هو الأهم وهو كيفية و آلية المضي و الخروج من هذه الأزمة. وفقنا الله جميعًا لما يحب و يرضى. " فستذكرون ما أقول لكم و أفوض أمري إلى الله". أخبار مصر- البديل