الدكتورعبد الله شحاتة صاحب البسمة الجميلة والأخلاق الرفيعة والذي كان يبشر الناس ويحببهم في دينهم ولا ينفرهم أبدًا. أليس هو القائل: "مالي أرى المسلمين متجهمين" وكان يقصد بذلك الدعاة حيث إن معظمهم يعظنا متجهمًا وكأن البسمة على وجهه تقلل من قيمته. ولا ننسى مقولته: "العالم وصل القمر ونحن نختلف على المسح على الشراب" رحم الله الدكتور عبد الله شحاتة الذي بدأ حياته موظفًا صغيرًا في مسجد ثم أكمل تعليمه حتى صار علمًا من أعلام المسلمين. ترك الدكتور عبد الله محمود شحاتة أحد علماء الأزهر، رصيدًا من العلم والفكر الإسلامي الذي أضاء الكثير من جوانب الحضارة الإسلامية . ولد بقرية نادر بمحافظة المنوفية شمال القاهرة العام 1930م، أكمل دارسته في القاهرة حيث حاز ليسانس اللغة العربية وآدابها والدراسات الإسلامية من كلية دار العلوم جامعة القاهرة ودرجة الماجستير في التفسير من نفس الكلية العام 1960 م، والدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن عام 1968م. ويعتبر من الوجوه المحببة في أوساط المصريين، وكان يتمتع بسعة أفق وثقافة خصبة ومقدرة على الحوار والإقناع، وتميز بأسلوبه السهل الممتنع، كما تقلد عددًا من المناصب المهمة، منها عمادته لكلية دار العلوم بجامعة القاهرة والذي تخرج فيها اوائل الستينيات، وكان عضوا بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر. مشواره العلمي: شغل العالم الجليل الدكتور عبد الله شحاتة عدة وظائف منها تعينه بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة بعد تخرجه منها بتقدير امتياز، ثم أصبح رئيس قسم الشريعة الإسلامية بنفس الكلية حتى عام 1982م، وأستاذ ورئيس قسم العلوم الإسلامية بكلية التربية والعلوم الإسلامية بجامعة السلطان قابوس حتى عام 1995م، وعمل كأستاذ غير متفرغ بقسم الشريعة بكلية دار العلوم – جامعة القاهرة، تفرغ لتفسير سور القرآن الكريم فقام بتفسير العديد من الأجزاء ولكن وافته المنية قبل أن يكمل باقي الأجزاء. منها جامعة السلطان قابوس بعمان وجامعة أم القرى بالسعودية وكان له دور إعلامي بارز حيث قدم أكثر من برنامج تلفزيوني لتوضيح قضايا الدين الإسلامي من أشهرها برنامج "رب اشرح لي صدري" كما واظب قبل أيام من تدهور حالته الصحية على كتابة باب "يوميات" بجريدة الأخبار يوم الجمعة، وكان يشغل منصب أستاذ متفرغ بجامعة الأزهر. تفرغ في سنواته الأخيرة في تفسير القرآن، كما قدم برنامجين دينيين علي القناة الفضائية المصرية منذ أواخر التسعينيات وحتى وفاته، وعرف عنه أسلوبه الهادئ والبسيط في الحديث والبعيد عن التطرف والحدة. من أبرز مؤلفاته "الإمام محمد عبده ومنهجه في التفسير"، "الإعلام الديني والدعوة الإسلامية" وكتاب "تفسير القرآن" و"رؤية الدين الإسلامي في الحفاظ على البيئة" الذي صدر في 2001، وألف عدة كتب منها تفسير الآيات الكونية، الإسلام والبيئة، علوم الدين الإسلامي، مع القرآن، كما عمل في عدة جامعات منها جامعة القاهرة وجامعات السعودية والسودان. وفاته: توفى العالم الجليل الدكتور عبد الله شحاتة رحمه الله في 20 يونيو عام 2002م، ودفن بالقاهرة بعد حياة حافلة بالعطاء في مجال الدعوة لله، وخدمة الإسلام و المسلمين. رحم الله العالم الجليل رحمة واسعة.