يحتفل المصريون بثورة يوليو غدًا الثلاثاء، التي تعتبر إحدى الثورات المؤثرة والتي غيرت من مستقبل مصر ومن ملامح الفكر السياسي المصري، والتي أعلت من شأن الإنسان المصري. فقد كانت انطلاقة لإرادته وتعبيرًا عن رأيه بكل حرية، وأن يثور على النظام الحاكم ويطالب بحقه لكي يعيش حرًّا عزيزًا يرفض الذل والهوان، وأشكال القهر والتعنت كافة. وعلى مدى واحد وستين عامًا نحتفل بذكرى ثورة يوليو، ولكن هذا العام يعد مختلفًا عما سبقه، حيث تتواكب ذكرى هذا العام مع تولي الرئيس "عدلي منصور" منصب رئيس الجمهورية، وأن هذا الاحتفال جاء بعد إحساس بعض من القوى السياسية بأن له قرار وإحساس بعض من القوى الأخرى إنه مضطهد. ولكن هناك تضارب في الآراء ما بين مؤيد ومعارض للاحتفال بذكرى ثورة يوليو، حيث إنه خرجت دعوات حول إلغاء الاحتفال بها مبررين ذلك بأن القوى الثورية تحتفل "بانقلاب عسكري" مثل الذي يحدث الآن "على حد تعبيرهم" والقوى الأخرى تطالب بإحياء ذكرى الثورة مساندة لجيش الذي وقف بجانب الشعب في 30 يونيو. وبين هذا وذاك تجولت "البديل" بين عدد من القوى الثورية لمعرفه رأيها حيث قال توحيد البنهاوى الأمين العام للحزب الناصري: إن الحزب يحتفل غدًا بذكرى ثورة العزة والكرامة التي قادها الزعيم عبد الناصر، من خلال عمل زيارة إلى ضريح عبد الناصر، صباح الثلاثاء بمشاركة القوى الثورية وتنتهي عقب صلاة الظهر، مشيرًا إلى أن الفعاليات غدًا تستكمل عقب صلاة التراويح حيث سنتجمع في كل من ميدان الاتحادية والتحرير للاحتفال بذكرى الثورة. وأضاف: لا يمكن نسيان فضل الثورة الكبير، في تحقيق الاستقلال الوطني لمصر، والعديد من الأقطار العربية، والدول النامية، في جميع القارات، إلى جانب ما أنجزته من تحولات اجتماعية، وتنمية، وخروج من دائرة التبعية، والتي كان لها شرف تحقيقها، برغم شراسة قوى الأعداء في الداخل والخارج والمحيط العربي، وتكالبها على الثورة. وأكد أن الاحتفال بالثورة عمل ثوري، حتى يشعر المصريون بروحها العظيم التي أحيت المصريين مرة أخرى، وخاصة وسط تلك الأحداث التي نحياها الآن لذلك لابد من التأكيد على أهداف الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية. ومن جانبه قالت ريهام المصري عضو اللجنة المركزية لحملة تمرد: إن الحملة ستشارك في احتفالات الشعب المصري بذكرى ثورة 23 يوليو، بميدان التحرير والاتحادية بعد الإفطار وسيؤدي جموع الشعب صلاة التراويح بالميادين، مشيرة إلى أن الحركة ستؤكد من خلال الاحتفال على أهمية وجود الشعب بالميادين وأنه الضمانة الوحيدة لتحقيق ما تبقى من خارطة الطريق. وأضافت: على الشعب المصري التواجد في الميادين لضمان تحقيق أهداف ثورة 30 يونيو التي ساندها الجيش المصري واعترف بإرادة الشعب المصري العظيم وللاحتفال بثورة 23 يوليو التي حققت استقلال مصر. وفى السياق ذاته قال الشيخ محمد عبد الله نصر منسق العام لجبهة أزهريون مع الدولة المدنية وخطيب ميدان التحرير: إن غدًا يحتفل الثوار بذكرى الثورة في كل ميادين مصر، فثورة يوليو أحدثت تغيرًا في تاريخ مصر كله، مشيرًا إلى أنه لابد على الشعب من استعادة مطالب يوليو من الحرية والعدالة الاجتماعية، موضحًا أن القوى الثورية ستظل تثور وتنتفض في كل الميادين لحين تحقيق إجراءات العدالة الاجتماعية والحرية، مشيرًا إلى أن الإخوان المسلمين خائنون منذ ثورة 23 يوليو وها هم الآن أيضًا خائنون، على حد تعبيره. ومن جانب آخر رفض خالد الشريف القيادي ب"الجماعة الإسلامية" والمستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية، الاحتفال بثورة 23 يوليو قائلًا: إن مفاسدها واستبدادها أكثر من ايجابيتها، واصفًا الرئيس الراحل عبد الناصر بالديكتاتور؛ لأنه انقلب على الإسلاميين وأدخلهم المعتقلات وأعدم العديد منهم حسب كلامه مما أحدث فجوة كبيرة بين العسكر والتيارات الدينية. وقال: عانينا طوال 60 عامًا من الاضطهاد وكان على القوات المسلحة وقتها عدم النزول إلى الحياة السياسية وترك السلطة للمدنيين حتى لا تفسد. توحيد البنهاوي: الحزب يحتفل بثورة العزة والكرامة أمام ضريح عبد الناصر صباحًا وفى ميادين مصر مساءً. قيادية بتمرد: نتواجد غدًا فى ميادين مصر للاحتفال بذكرى ثورة يوليو والتأكيد على أهداف ثورة يناير. عضو "الجماعة الاسلامية": عبد الناصر انقلب على الإسلاميين في 23 يوليو ولن نحتفل.