قالت مجلة "تايم" الأمريكية اليوم، إن دولة واحدة ظلت تشاهد العنف الذي شهدته مصر على مدار الأسبوعين الماضيين بقلق شديد، هي تونس التي أشعلت فتيل ثورات الربيع العربي في يناير 2011، فمع عزل الرئيس المصري "محمد مرسي" والقبض على العديد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، ووضعهم في السجن، يجد الحزب الحاكم في تونس نفسه وحيدا، بوصفه الحكومة الإخوانية الوحيدة في المنطقة. وأضافت المجلة: لعبت تونس دورا واضحا في خروج الثورات العربية إلى الشوارع، بعد أن خرج التونسيون في احتجاجات ضد الرئيس السابق "زين العابدين بن علي"، مبينة أن مصر وتونس اتخذتا طريقين مختلفين جدا، ففي مصر أحكم "مرسي" قبضة الإخوان المسلمين على الدولة، أما في تونس فأدار حزب النهضة البلاد بالشراكة مع اثنين من الأحزاب العلمانية الصغيرة، واحدة تحت سيطرة الرئاسة "منصف المرزوقي"، والآخر تحت سيطرة لجنة صياغة الدستور. وأوضحت المجلة أن حكام تونس شجبوا طريقة إطاحة الجيش المصري بالرئيس "مرسي"، ودعا رئيس حزب النهضة "راشد الغنوشي" مؤيدي جماعة الإخوان للبقاء في الشوارع حتى يتم تحرير الرئيس المعزول، وبعد الاشتباكات بين أنصار "مرسي" وقوات الأمن، مما أسفر عن سقوط قتلى، أصدر "الغنوشي" بيانا غاضبا، قائلا:" إن القوات الانقلابية ارتكبت مجزرة ضد المتظاهرين السلميين الداعميين للرئيس الشرعي"، ودعا المصريين إلى رفض الانقلاب ودعم الجبهة الشرعية المؤيدة للديمقراطية. وذكرت المجلة الأمريكية أن بعض النشطاء قي تونس يعتقدون ما حدث في مصر يمكن تكراره في بلادهم، لا سيما بعد ارتفاع سخط الشعب على الحكومة غير القادرة على تحسين الوضع الاقتصادي، ولا تستطيع كبح جماح الجماعات الإسلامية المتشددة، خاصة بعد اغتيال المعارض العلماني "شكري بلعيد". وقال المحلل السياسي التونسي "يوسف أوستالي" لوكالة رويترز:" لا يبدو أن إخوان تونس في مأمن عن ما حدث في مصر، فقد يواجهون مصيرا مشابها لنظرائهم المصريين، خاصة في ظل التقارب غير المسبوق بين التيارات السياسية المتباينة في المعارضة لإبعادهم عن السلطة". وأشارت "تايم" إلى حملة "تمرد" التي أطاحت بالرئيس "مرسي" بدأت تنشر في تونس، ودعت للاحتجاج ضد حكومة "الغنوشي" في 25 يوليو، ذكرى استقلال تونس عن فرنسا، مما يثير مخاوف حزب النهضة الإخواني بملاقة نفس مصير نظيره المصري.