قالت مجلة «تايم» الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن تونس التى شهدت مهد الربيع العربى، كانت تراقب بقلق الأحداث التى وقعت مؤخرا فى مصر، حيث يخشى الحزب الحاكم، حزب النهضة، من اندلاع ثورة جديدة فى تونس. وأشارت المجلة إلى أنه بعد اندلاع الثورة فى تونس، والتى أسفرت عن خلع زين العابدين بن على فى خمسة أسابيع فقط، اندلعت الثورة فى مصر، وكان العديد من المتظاهرين بها يرفعون علم تونس باعتبارها ملهمة الثورة، ومنذ ذلك الحين كان المسار الذى تتخذه الأحداث فى كلا البلدين متشابها إلى حد بعيد، فقد فازت الأحزاب الإسلامية فى انتخابات ديمقراطية، فيما كانت القوى الأخرى تخوض صراعا حول الدستور الجديد. وأكدت «التايم» علي وجود فارق أساسى بين تونس ومصر، فقد قام مرسى بتجاهل المعارضة، وتعزيز قبضة جماعة الإخوان على السلطة، فيما يدير حزب النهضة تونس من خلال شراكة مع اثنين من الأحزاب العلمانية الأصغر، أحدهما يهيمن على الرئاسة تحت إشراف منصف المرزوقى، والآخر يهيمن على الهيئة التى تسن الدستور. وفى ظل التطورات الأخيرة فى مصر، يتمنى التوانسة أن يتمكن التحالف الذى تمكنوا من إقامته رغم هشاشته من أن يحميهم من نفس المصير.. فيقول محمد عمر، أحد أعضاء المكتب السياسى لحزب النهضة: «لقد توقعنا ما حدث فى مصر، وقد اختارنا أن نمنح فرصة للأحزاب العلمانية للمشاركة معنا، وهو ما يجعل تدخل الجيش أو ما شابه مستبعدا فى تونس». ومن جهة أخرى، يعتقد العديد من التوانسة أن تونس ربما تشهد ثورة مماثلة لما حدث فى مصر خاصة فى ظل تنامى عدم الرضا عن عجز الحكومة عن تحسين الأوضاع الاقتصادية أو السيطرة على الجماعات الإسلامية المسلحة التى قامت إحداها باغتيال زعيم المعارضة، شكرى بلعيد، فى فبراير الماضى. ويقول المحلل السياسى يوسف أوسلاتى: «لا يبدو أن تونس محصنة مما حدث فى مصر، فالإخوان فى تونس ربما يواجهون نفس المصير خاصة فى ضوء التقارب غير المسبوق بين التيارات السياسية المتباينة فى المعارضة للإطاحة بالإسلاميين من السلطة». كما أن المظاهرات الحاشدة التى أطاحت بمرسى عززت النشطاء العلمانيين فى تونس، حتى إنهم أسسوا مؤخرا حركة تطلق على نفسها اسم «تمرد» تزعم أنها جمعت 200 ألف توقيع تطالب الحكومة بحل البرلمان وتنظيم انتخابات جديدة. وربما يكون أكثر ما يخيف الغنوشى وحكومته الإسلامية هو أن حركة تمرد التونسية دعت لمظاهرات حاشدة مناهضة للحكومة فى 25 يوليو، بمناسبة ذكرى استقلال تونس عن فرنسا. بالإضافة إلى أن الغنوشى يواجه ضغوطا إضافية من حركة «نداء تونس» العلمانية التى تنامت بسرعة والتى تطالب بحل الحكومة.. فيقول نبيل القروى، مدير قناة نسمة، وهى شبكة تونسية علمانية: «العلاقة بين مصر وتونس تماثل لعبة البينج بونج.. فقد بدأنا الثورة، ثم انتقلت لمصر، وكل شىء يحدث هناك يحدث هنا»، مضيفا أنه يعتقد أن العنف فى مصر يجعل الحكومة والحركات الإسلامية تشعر بالقلق. ومع ذلك، يخشى العديد من العلمانيين أن تتعرض تونس لمصير مصر من العنف والفوضى التى أعقبت 30 يونيو، فيقول مولدى رياحى، القانونى العلمانى: «قلوبنا مع مصر، لكننا لا نرغب أن تحذو تونس حذوها».