نالت الأزمة التي تعيشها قطر بعد سقوط الإخوان المسلمين في مصر نتيجة سياستهم الفاشلة، اهتمام الصحيفة الفرنسية "كورييه انترناسيونال"، اليوم الأحد. وأشارت الصحيفة إلى أن الإخوان المسلمين العامل الرئيس في نجاح السياسة الخارجية القطرية، وكانوا مصدر التوسع السياسي القطري، موضحة أن قطر راهنت كثيرًا على الإخوان المسلمين ولكنهم خذلوها بسقطوهم بعد عام واحد فقط من الحكم. وبينت "كورييه انترناسيونال" أن سقوط الدكتور "مرسي" كان ضربة القاسية لقطر وسياستها الخارجية، مشيرة إلى أن قطر راهنت على الحصان الخاسر ونسيت الشعب المصري الذي وقف في وجه النظام السابق الاستبدادي. وتابعت الصحيفة الفرنسية أن قطر ساندت الإخوان المسلمين بحوالي 8 مليار دولار، آملة أن يصبح نظام الإخوان المسلمين هو البديل للأنظمة السابقة، ومن ثم تصبح هي القائد الفعلي لهم ولغالبية الدول العربية. ولكن كما تقول "كورييه انترناسيونال" إن سقوط الإخوان المسلمين وضع قطر في ورطة حقيقية، وقتل طموحاتها حول أن تصبح هي القائدة للمنطقة العربية. وتختم الصحيفة بالقول أن مراهنة قطر على الحصان الخاسر أسقط الدور السياسي القطري في المنطقة العربية، مشيرة إلى أن ما حدث أدى إلى عزلة قطر خليجيًا، بسبب العداء القديم بين غالبية دول الخليج وعلى رأسها الكويت والسعودية والإمارات وبين الإخوان المسلمين الدعامة الرئيسية للسياسة الخارجية القطرية. وتؤكد الصحيفة القطرية "لاكسبرسيو" أن السياسة القطرية تشهد في الفترة الحالية انحسارًا شديدًا أيضًا بسبب سقوط الإخوان المسلمين في سوريا واستقالة غسان هيتو من على رأس حكومة المعارضة. وتبين الصحيفة الصادرة باللغة الفرنسية أن هذا الانحسار يقابله من الجانب الآخر الصعود السياسي للسعودية التي تسعى لكسب الأراضي التي خرجت منها السياسة القطرية، مشيرة أن قطر لم تدفع دولارًا واحدًا للحكومة المصرية الجديدة بينما مولت الإخوان بثمانية مليار دولار، لافتة إلى أن سياسة قطر القائمة على مبدأ الانتهازية والتقرب الأيديلوجي قد أثبت فشله بسقوط الإخوان المسلمين في مصر.