قالت صحيفة "كورييه إنترناسيونال" الفرنسية اليوم إن أغلب الشباب العربي يعتبر مصر هي الدولة التي ترسم حدود المستقبل للمنطقة كلها، موضحة أن سقوط الإخوان في مصر أدى إلى اهتزاز التنظيم العالمي للإخوان بل واهتزاز صورتها في نظر الشعوب العربية. وتشير الصحيفة إلى أن قيام بعض نشطاء جماعة الإخوان المسلمين بالدعوة إلى الاحتشاد للدفاع عن" الشرعية الانتخابية" وإلى " مسيرة شعبية لإظهار الرفض ضد ما سموه ب " الانقلاب العسكري " من أجل إعادة الرئيس محمد مرسي للحكم، ما هي إلا محاولة يائسة نظرا للرفض الشعبي لذلك، موضحة أن هذه المحاولة تستهدف في الأساس تجنب عدم حل التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بعد أن سقطت من الحكم في مصر. ولفتت الصحيفة إلى أن هناك انقساما داخل المنظمة العالمية للإخوان حول كيفية التعامل مع التظاهرات التي اندلعت ضد الرئيس مرسي وكذلك أمر سقوطه، مشيرة إلى أن مجموعة من المعتدلين داخل الجماعة طالبوا حركة الإخوان في مصر بضرورة الاستجابة إلى مطالب المعارضة المصرية، كما طالب رئيس الجماعة في تونس راشد الغنوشي الإخوان في مصر بالموافقة على إجراء انتخابات مبكرة. وأضافت الصحيفة أنه رغم هذا المطلب من قبل الغنوشي إلا أنه أعلن معارضته لوقوع ذلك في تونس، بل ورفضه لتكرار نفس السيناريو، حيث صرح في حديث معه لصحيفة " الشرق الأوسط " السعودية بأن " بعض الشباب الذين يحلمون بتكرار نفس السيناريوا في تونس، فهذا مضيعة للمجهود ". وأضافت الصحيفة أن الأحداث المصرية لم تتوقف فقط على تونس، فقد نشرت المناضلة اليمنية والحاصلة على جائزة نوبل في السلام " توكل كرمان " والتابعة لحزب " الإصلاح الاسلامي " التابع للإخوان المسلمين أيضا، على صفحتها في الفيس بوك، منتقدة الإخوان قائلة " أيها الإخوان، سياستكم وضعتكم في عزلة كاملة، ألا تلاحظون أن لا أحد من الأحزاب بما فيها الأحزاب الإسلامية ومنظمات المجتمع المدني والإعلام المصرية والأزهر والكنسية، الجميع، الجميع ضدكم، من صاحب هذا الفشل !! وما الذي كنتم تتوقعونه بعد كل تلك العزلة !!". وتستكمل الصحيفة بالقول إن الموالين للإخوان المسلمين في دول الخليج والإمارات العربية لا يزالون تحت صدمة هذا الحدث، فسقوط منظمة الإخوان في مصر أودى نهائيا بحلم إخوانهم بالوصول إلى الحكم في بعض دول الخليج، بالإضافة إلى أن هذا السقوط دفع دول الخليج للبدء في التخلص من المنظمات التابعة للإخوان المسلمين.