ونحن على أعتاب الشهر الكريم فجعت بكم الدم الذى سال أمام دار الحرس الجمهورى وعدد الضحايا فقد ناظر وشرح الطب الشرعى 55 جثة.. هذا بالاضافة الى ما وقع من المصريين من مئات الجرحى..وأيضاً قتلى وجرحى ومصابين لكن بعدد أقل فى رجال الحرس الجمهورى والشرطة. والحديث الصحيح للرسول عليه افضل الصلاة والسلام يأمرنى وسائر الناس " قُلِ الحقَّ و لو على نفسِكَ " ويأمرنا أيضاً قائلاً: " قلِ الحقَّ ، ولَو كانَ مُرًّا " الله العليم العادل سيحاسب كل انسان عل فعله وقوله لن ينفعه فيدو "مفبرك " أو صورة كاذبة أوخبث لسان أومنطق مغلوط و لن ينفعه ساعة الحساب لارئيس ولاقائد عام ولامرشد عام. اللهم إنى أبرأ إليك من كل دم سفح.. وأسألك الجنة لكل من قتل مسالماً غير ساع لعنف.. اللهم عليك بكل من دعى لقتل وحسبى الله ونعم الوكيل فى كل من حرض على عنف أو أعان عليه بمال أو قول أو فعل أو قام به. حسبى الله فى كل فى كل من أمر بقتل أو جرح أو قام به إلا فى دفاع شرعى. قال تعالى: ( فَطَوَّعَتۡ لَهُ نَفسُهُ قَتلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصبَحَ مِنَ الخَاسِرِين ) المائدة 30 (أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا ) المائدة 32 وقال النبى صلى الله عليه وسلم: "لا يزال المسلم فى فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما". وعلمنا الرسول الكريم أن زوال الكعبة أهون عند الله من إراقة دم بغير حق.. وأكد فى حجة الوداع ( قبل أن ينتقل من دنيانا الفانية الى جوار ربه ) على حرمة الدماء والأموال والأعراض وأنهم أشد من اليوم الحرام فى الشهرالحرام فى البلد الحرام. كماعلمنا فى صحيح الحديث أنه فى الصراعات الدموية : "القاتلُ والمقتولُ في النارِ". وحتى فى قتال الأعداء الذين يقاتلونا فان الله أمرنا بشكل قاطع بعدم تجاوز دفع الضرر ورد المعتدى الى الاعتداء ( وَقَاتِلُوا۟ فِى سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمۡ وَلاَ تَعتدُوا۟ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الۡمُعۡتَدِينَ ) سورة البقرة 190 انى أدين كل اعتداء على دم وقع من أى طرف كان رسمى أو شعبى أو حزبى أو فردى أو جماعى وكل دم سفك من 25 يناير 2013 وحتى الآن. وهنا يجب التأكيد على سرعة إعلان نتائج التحقيق المقرر بتوجيه رئيس الجمهورية المؤقت بكل شفافية، والكشف فورًا عن حقيقة الأحداث أمام دار الحرس الجمهورى لاطلاع الرأى العام والشعب المصرى على كل تفاصيل هذا الحادث. اننا بعد ثورة 25 يناير لن نسكت على أي انتهاك لحقوق الإنسان ولن نسمح لأي طرف أن يجر مصر إلى سيناريو سوريا، وعلى الشعب المسائلة والعقاب لكل يد قاتلة أيا كانت بالعدل والقانون وهى ضرورة لاستقرار المجتمع. ولا تبرير لسفك دم أي مصري ولا متاجرة بالدماء لتدعيم موقف سياسي. كما أن التظاهر السلمى حق شرعى وإنسانى ودستورى وحمايته واجب على السلطة.. وعليها فى حالات العنف ألا تتجاوز فى رد العنف والتعامل معه المواثيق الانسانية والحق والعدل والقانون. إن هناك ضرورة لكشف كل الحقائق فى أحداث الحرس الجمهورى بحق الله الذى ليس فيه عوج.. فالحق حق رغم أن هناك " بشر" عندما سقط قتلى فى محمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها.. " بشر " ممن ينادون اليوم بحرمة الدم كانوا يرونهم الضحايا "مخربين" . ولا أنسى قبلها ضحايا بين السرايات والمنيل وفيصل والتحرير وسيدى جابر وغيرهم كثر فهى مجرد أمثلة.. فالدم واحد والمجرم واحد حتى وإن اختلفت الفرق وان جاء من هذا الطرف أو ذاك. لكن التحقيق والمحاسبة الصارمة على جرائم الدم وحدهما غير كافيين. إنما يجب تحكيم صوت العقل والحكمة. والمصالحة الوطنية أصبحت اليوم ضروة لاغنى عنها. ويجب أن يعى الجميع أن الفكرة الإسلامية باقية فى مصر وان أخطأ من ادعوا بها وارتكبوا خطايا فالفكرة شئ والأشخاص شئ آخر والتيار الدينى السياسى مازال له مؤيدين بالملايين وإن كانوا أقلية ضعيفة وسط الشعب لكن الإقصاء مرفوض والمصالحة الوطنية واجبة وبدونها سيبقى عدم الاستقرار قائما وبدونها ستتوفر أسباب العنف. ولكن..وبكل وضوح وقطع لا صلح على دم أو فساد. ولا يجب أن يشترك أى شخص فى الحياة السياسية أو الحكم أو البرلمان أو المحليات أو أى نشاط عام من أى تيار أو نظام أو حزب أو جماعة ويده ملوثة بدم أو عنف محرضاً كان أو فاعلا أو متورطا فى فساد مالى أو سياسى بل يجب أن يحال الى التحقيق. علينا أن نقيم دولة القانون فيكون التعامل مع التظاهر السلمى وغير السلمى بالقانون ويكون القبض على أى شخص بالقانون وأن يكون الجميع أمام القانون سواء دون تحيز أو تجنى. وأيضاً كما أكد الأزهر الشريف على جميع وسائل الإعلام المختلفة القيام بالواجب الوطني في تحقيق المصالحة الوطنية ولم الشمل وتجنب كل ما من شأنه أن يثير الاحتقان أو يؤججه.. واضيف الى وسائل الإعلام الاليكترونى ففيه مصائب كثيرة. هذه كلمات كتبتها بضمير خالص لوجه الله والوطن وليس لغرض سياسى او حزبى خاص. ولايظن أحد أن هذه المقالة للدفاع الإخوان وإنما هى للدفاع عن أحرم الحرمات وهى حرمة الدم أما الإخوان فموعدهم المقالة التالية وسأقول الحق فيهم مهما كان مراً لوجه الله والوطن. أدعو الله فى شهر رمضان الكريم أن يمكن هذا الشعب العظيم من حقوقه وأهداف ثورته وأن يكون فرصة طيبة للهدوء ورجوع الجميع الى الحق والعدل والسلام وهى كلها من أسماء الله الحسنى. وأن تشفى مصر من جراحها ويحفظها عز وجل شعبا ووطنا من كل سوء.