استضافت مدينة حمص الأسبوع الماضي مؤتمرا على مدار 3 أيام، يضم شبابا من كل الوطن العربي؛ للوقوف على حقيقة ما يحدث في سوريا، ولإنشاء تنظيم جديد يضم الشباب المؤمنين بفكرة القومية العربية. كان المؤتمر بالتزامن مع اقتراب فرض الجيش العربي السورى سيطرته الكاملة على المحافظة بعد الانتصار الأخير له فى مدينة القصير التى حررت بالكامل من العناصر المسلحة التابعة للمعارضة، وكان لنا هذا الحوار مع محافظ حمص أحمد منير محمد. كيف تصف لنا الأوضاع فى سوريا بعد مرور عامين من الأزمة ؟ سوريا تتعرض لمؤامرة كونية تحيكها الولاياتالمتحدةالأمريكية والكيان الصهيوني وينفذها على الأرض بالوكالة عناصر إرهابية تنتمى إلى عصابات إسلامية تكفيرية تعمل على هدم سوريا المقاومة، وهذه العصابات تحاول النيل من وحدة ارضها وشعبها لصالح المشروع الاستعماري الغربي، ولكن الشعب السوري أصبح الآن يرى الأمر بوضوح بعد مرور الوقت وانكشاف الحقائق، حيث يرى الجميع التعاون الواضح بين ما يسمون أنفسهم ب"الثوار" والكيان الصهيوني المتآمر. ما مدى تأثير ذلك على الوطن العربي بشكل عام ؟ تحاك المؤامرة ضد سوريا بمستويات مختلفة ضد الوطن العربي كله، ضمن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذى أعدته أمريكا لسلامة أمن الكيان الصهيوني، كما أن استهداف الجيوش العربية والتحريض ضدها أصبح سمة تغلب على جماعات التطرف والتكفير فى ربوع الوطن العربي، وذلك كله من أجل إضعاف المقاومة ضد الكيان الذى يحتل أرضنا فى فلسطين. كيف تواجهون الأزمة فى سوريا وما هى طرق الحل التى تتبعونها ؟ هناك نموذجان نتبعهما لحل الأزمة فى سوريا أولهما: التفاوض والحوار مع المغرر بهم من أبناء سوريا وهو ما حدث فى نموذج مدينة تلكلخ حيث تم فتح حوار مع الشباب المسلحين الذين يرفعون السلاح فى وجه الجيش السوري، وتم تصويب أفكارهم وسلموا السلاح الذى كانوا يحملونه وتعهدوا بألا يتكرر الأمر، واعترفوا أنهم كانوا مخدوعين ومغرر بهم، وبعضهم تعاون مع الدولة وأعطاها المعلومات عن المسلحين وساعد كثيرا فى القضاء على أوكار الإرهابيين. أما النموذج الثاني والأصعب هو من يرفضون الحوار ويتمسكون بالسلاح فى وجه الجيش مثل ما حدث فى مدينة القصير، وهو ما واجهه الجيش السوري بكل قوة وحزم وحرر المدينة بشكل كامل من الإرهابيين، وأود أن أنوه إلى أنه عندما حررت القصير وجدنا دلائل قوية على وجود عناصر صهونية فى المكان، بل وتولى ضباط فى جيش الاحتلال الصهيوني تدريب المسلحين الإرهابيين. ما هى الطرق التى تنوون استخدامها فى إعادة تعمير المدن التى تضررت بسبب الأحداث ؟ اعتمدت القيادة فى سوريا منهجا واضحا فى إعادة تعمير المناطق التى تم استهدافها من قبل المتطرفين تتلخص فى إعادة بناء المساكن التى تضررت بشكل كامل، وترميم المساكن التى تضررت بشكل جزئي، وبالنسبة إلى بعض الأحياء تم تدميرها نبحث الآن إعادة تخطيطها ضمن مشروع تنمية مستدامة ذات بنية تحتيه أحدث تناسب متطلبات العصر. ما الهدف من تدشين المؤتمر القومي للشباب العربي فى هذا التوقيت ؟ نسعي لتوحيد جهود الشباب العربي القومي ضمن مشروع كبير؛ لخلق كيان قومي جديد يجمع الشعوب العربية على الاستقلال العربي والمحافظة على السيادة، والتعاون بكافة أشكاله بين الأقطار العربية، وذلك فى مواجهة المشروع التقسيمي التكفيري الذى يقوده الإسلاميون والذى يهدم ولا يبني. ماذا كان رد فعلكم تجاه ما فعله الرئيس المصري المعزول محمد مرسي حين قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا ؟ نحن منذ البداية على دراية كاملة أن جماعة الإخوان المسلمين لا تمثل المصريين، كما هو الحال مع الأنظمة العربية التى لا تمثل شعوبها، ونعلم أن الشعب المصري الذى خرج من صفوفه عبد الناصر لا يمكن أن يفرط فى عروبته ولا ينفصل عن أخوته فى سوريا، ولم نحمل داخل قلوبنا سوى الحب والمودة للشعب المصري الشقيق ولا نحمله أى وزر على الموقف الذى اتخذه مرسي بقطع العلاقات الدبلوماسية. ما رأيك فى الأحداث الأخيرة فى مصر وكيف ترى تدخل الجيش لإنقاذ البلاد من خطر الحرب الأهلية ؟ أوجه التحية للشعب المصري العظيم الذى يضرب المثال دائما بالوطنية والنضال ضد المشارع الاستعمارية، كما أقول للجيش المصري رائحة انتصار تشرين -أكتوبر- عادت بموقفكم النبيل فى مساندة الشعب الذى خرج لرفض سلطة الإخوان المسلمين المتطرفة، وأقول للمصريين إن المستقبل أمامكم أفضل فحافظوا على وحدتكم واستكملوا نضالكم لبناء مصر عظيمة كتلك التى بدأ فى بنائها الزعيم عبد الناصر.