قالت صحيفة معاريف في تقرير لها اليوم، إن الاضطرابات الجارية في منطقة الشرق الأوسط لا سيما في مصر وسوريا سيكون لهما الأثر الكبير في زعزعة الدولة الوحيدة التي لم تتأثر نتيجة الربيع العربي وهي المملكة الأردنية الهاشمية، الأمر الذي تخشاه المنظومة الأمنية الإسرائيلية، خاصة في ظل مراقبتها للأحداث المتطورة على الحدود مع مصر وسوريا. وتشير الصحيفة إلى أن المخاوف الإسرائيلية قد ازدادت من زعزعة النظام الأكثر استقرارا في المنطقة والمتمثل بنظام العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، نتيجة لزيادة الفوضى في الأيام الأخيرة والتي أدت لوقوع ما يقارب من 130 قتيلا خلال أيام في مصر، فضلا عن وقوع المئات من القتلى في سوريا بشكل يومي. وبشأن الجبهة الداخلية للجيش الأردني فإن الصحيفة استبعدت أن يكون انقلابا على النظام، وذلك بسبب اعتماد الملك عبد الله على القبائل الأردنية البدوية الموالية له والتي يشغل أبناؤها المناصب المركزية في الجيش الأردني، وسبب آخر وهو الدعم التكنولوجي التي تقدمه الولاياتالمتحدة والذي زاد في الآونة الأخيرة. وعلى الرغم من ذلك فإن المنظومة الأمنية الإسرائيلية قد أعربت عن قلقها من سقوط هذا النظام في ظل الغليان الإقليمي والذي من الممكن أن يصل الأردن في أي لحظة، خاصة في ظل تواجد الجالية العملاقة من الفلسطينيين، فضلا عن تمرد بعض القبائل البدوية أحيانا، كما أن الوضع الاقتصادي الذي يعيشه الشعب الأردني يساهم بعض الشيء في الغليان ضد النظام، وإضافة إلى ذلك هجرة مئات الآلاف من السوريين الأمر الذي يثقل على النظام السائد، في حين اتخاذ تنظيم الجهاد العالمي المتواجد من سوريا مواقع له على أطراف المملكة في الجانب السوري يهدد استقرار نظام الحكم الأردني. وتوضح الصحيفة إلى أن النظام الأردني لن يصمد كثيرا أمام تلك التحولات وأن سقوطه ممكن أن يكون أكثر من كونه كابوسا، أما على الجانب الإسرائيلي فالأمر أصعب مما تتخيل فالجيش الإسرائيلي سيلتزم بحماية الجبهة الداخلية من الحدود الشرقية الطويلة مع الأردن، مشيرة إلى أن ذلك السيناريو المرعب قد يكون له التأثير الأكبر على أمن "إسرائيل" أكثر من سيناء والجولان.