أجمع عدد من شباب التيار اليساري في مصر على أن خروج الملايين للشوارع المصرية جاء بعد أن قاربت مصر على الانقسام وبعد غياب العدالة الاجتماعية في ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين، معلنين رفضهم للتدخل الأمريكي في الشأن المصري وضروة تشكيل حكومة ثورية وطنية بضغط الشعب؛ لتحقيق مطالبه المشروعة. وقال هاني عبد الراضي أمين اتحاد الشباب التقدمي بالقاهرة الذراع الشبابي لحزب التجمع "إن جماعة الإخوان كانت دائمًا مصرة على أنها ليست جماعة إرهابية وأنها وطنية، وأنها تهدف لحماية مصر من الانقسام ومن التدخل الخارجي، وما إن شعروا برفض المجتمع لهم، راحو يقتلون فيه ويفعلون ما يؤكد أنهم إرهابيون، على حد قوله، ثم يدعون لتدخل قوات أجنبية لحفظ شرعيتهم المزعومة، وهو ما يؤكد عمالتهم وبعدهم عن الوطنية المصرية بكل مستوياتها، ويدعون لشق الجيش؛ ليكون فيه داعمون لهم من أجل الكرسي دون النظر لمصير البلاد". وأضاف عبد الراضي أن تطلعاته للمستقبل مبنية على ثقته في الشعب المصري، وأنه سيبني مستقبله بشكل جيد بعد أن أشار له شباب الثورة جميعًا على الطريق السليم للبناء، وبعد أن كشف بنفسه حقيقة تلك الجماعات الإرهابية، على حد قوله. وأكد عبد الراضي أن الجميع يعلم أن أمريكا لا ترى سوى مصلحتها، وهي لن تسمح بالقضاء على النظام الذي دعمته ودعمت قيامه بالمال والجهد بسهولة، مجدداً الثقة في الشعب المصري وجيشه وأنهم قادرون على صد هذه الضغوط البغيضة التي لا تعبأ بمصر ولا بمستقبلها. وقال محمود نوار القيادي بحركة الاشتراكيين الثوريين إن الوضع الحالي يعبر عن عودة ضخمة للجماهير للميدان، ويحمل إمكانيات ضخمة لتطور الحركة الاجتماعية في مصر وقدرة الناس على أن تفرض حكومة ثورية تحسن مستوي المعيشة يهديها ثقته. وأوضح نوار أن تطلعاتهم في الفترة القادمة هي تشكيل حكومة ثورية تحقق المطالب الرئيسية للثورة المصرية وتعطي براحًا للحركة العمالية والسياسية في تنظيم نفسها. وأكد أن أمريكا كانت وما زالت القطب المسيطر على العالم عن طريق فرض شروطها للمصالحة بالقوة كما حدث بالعراق، أو باللين والترغيب كما تفعل بمصر، مضيفاً أن الأزمة الاقتصادية العالمية والارتباك في الشرق الأوسط يهددان مصالح أمريكا، مشيرًا إلى أن هذا في صالح الثورة. وشدد نوار على أن الشعوب العربية لن تنتصر إلا بالثورة على النظام الأمريكي والنظام الرأسمالي العالمي وبدء بناء نظام اشتراكي يسوده العدل والسلام والحرية والكرامة لكل الشعوب. وفي نفس السياق قالت شيماء حمدي أمينة إعلام شرق القاهرة بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي وعضو المكتب السياسي لحركة شباب من أجل العدالة والحرية إنه "ليس من حق أمريكا أو أي دولة أخرى التدخل في الشأن المصري وإن الشعب يختار طريقه وحياته، ولا بد لأمريكا أن تلتزم الصمت". وأكدت أن "الشعب خرج وأسقط المشروع الأمريكى فى السيطرة على الدول العربية؛ لذا فهى تريد تدمير مصر وتقسيمها، ولكنها واهمة وحالمة؛ فشباب مصر وأهلها قادرون على تخطى تلك اللحظات وإن كانت صعبة، ولكنها ستمر". وأوضحت "حمدي" أن ما يحدث الآن هو بسبب التحريض الذى يتم من القيادات المعروفة في التيار الإسلامى، مثل عاصم عبد الماجد والزمر والبلتاجى وبديع، وأن ما يحدث هو نتيجة طبيعية لكل ذلك التحريض، مؤكدة أن من يموت من فقراء الإخوان، أما القيادات وأبناؤهم ونساؤهم فهرب من هرب، والباقى فى بيوتهم. وطالبت بتفعيل المصالحة الوطنية، مشددًا على أن كل من تورط فى إراقة الدماء مكانه السجون. وأشار محمد علاء القيادي باتحاد الشباب الاشتراكي أن الحراك الشعبى الذى انتصر على المعزول محمد مرسى وجماعته يواجه العديد من التحديات، أولها أن قيادات التيار الإسلامي يريدون إدخال البلاد فى حرب أهلية على غرار النموذج السورى، ويعملون على تدمير الجيش المصرى، مشددًا على أنه فى هذا الوقت على جميع القوى الثورية والوطنية الصمود فى جميع الميادين والاحتشاد به دائمًا؛ للتأكيد على الشرعية الشعبية ودعم قيادات القوات المسلحة فى مواجهتها للعصابات الإرهابية على حد قوله. وأضاف علاء أن التيارات الإسلامية تحاول توريط الجيش فى صراعات دموية معهم؛ من أجل أن يقتل منهم أشخاص، ثم يتاجروا بهم أمام الرأى العام العالمى، مؤكداً أن مصر أمام فرصة تاريخية للانتقال من معسكر الغرب الصهيونى إلى المحور الشرقى، وأن يتم تشكيل حكومة وطنية تعمل على الاستقلال الوطنى والخروج من دوائر التبعية.