قال الباحث الفرنسي " جا نويل فريه"، في حوار له مع صحيفة " لوبوا " الفرنسية اليوم، إن التحول الذي شهدته مصر كان ينتظره الجميع، مشيرا إلى أنه من الغريب أن نسمع أن بعض السياسيين اندهشوا من هذا الحدث. وأضاف الباحث الفرنسي، أن مصر منذ بضعة أشهر تعيش وضعا اقتصاديا واجتماعيا أشبه بالكارثة، موضحا أنه كان على المصريين الخروج من هذا المأزق بطريقة أو بأخرى، مشيرا إلى أن السؤال الذي كان يطرح نفسه على الجميع، هو متى سيخرج المصريون على الرئيس مرسي، لافتا إلى أنه كان يلزم على الجيش التدخل بعد نزول المصريين وقال الكلمة الأخيرة. واستكمل الباحث بأن الشيء الدرامي ليس إقالة مرسي، بل ترك المجتمع المصري يتدهور بهذه السرعة، مضيفا " باختصار، فقد تم تجنب الأسوء "، ومن جانب آخر، يشير " نويل فريه " إلى أنه إذا تم النظر إلى إقالة مرسي بال " انقلاب العسكري "، فلا ننسى أن الجيش هو من أقال مبارك ودفعه لتقديم استقالته خلال ثورة 25 يناير المجيدة التي يعتبرها المصريين ثورة الخلاص من الاستبداد، فلولا تدخل الجيش ما تنحى مبارك. تابع: ليس من المعقول ألا يتدخل الجيش خلال التظاهرات الأخيرة، فالرئيس مرسي لا يريد إجراء تعديل الوضع المتأزم، كما أنه عمل على السيطرة بسرعة كبيرة على السلطات رغم المعارضين لسياسته. وأشار " نويل فريه " إلى أن السيسي لن يكرر نفس سيناريو المجلس العسكري في 2011، فالسيسي قائد الجيش اتخذ هذا القرار وهو محاط بالعديد من ممثلي المجتمع المصري، كما أنه لم يعلن نفسه رئيسا للبلاد بخلاف المجلس العسكري الذي أدار شئون البلاد برئاسة حسين طنطاوي. وبين الباحث الفرنسي أنه لا يجب تكرار نفس الخطأ الذي ارتكبه الإخوان المسلمين التي سعت إلى إدراة البلاد بشكل منفرد بل والسيطرة على جميع السلطات لإدارة مصر وفق تصورهم فقط، مشيرا إلى أنه ينبغي تشكيل حكومة وحدة وطنية، بالإضافة إلى كتابة دستور جديد يضم جميع التيارت السياسية قبل إجراء انتخابات رئاسية وليس بعد تولية رئيس. وأوضح الباحث الفرنسي أن الإخوان المسلمين جزء مهم من المجتمع المصري ولا ينبغي تكرار نفس الخطأ الذي ارتكبوه عندما قاموا بإقصاء باقي القوى السياسية، مشيرا إلى أنه يبقى سؤال واحد، هل الإخوان مستعدون لمشاركة باقي القوى في إدارة البلاد؟ مؤكدا أنه في الوقت الحالي، من الصعب أن يوافقوا على ذلك.