تروج جماعة الإخوان المسلمين إلى أن خلع الرئيس محمد مرسي كان انقلابا عسكريا وليس ثورة شعبية، متحججين بأنه منتخب عن طريق الصناديق ولم ينهي مدته الرئاسية، متناسين نزول أكثر من 33 مليون مصري للشوارع لإسقاطه. ويلوح في ذهن الجماعة سيناريو فنزويلا عام 2002 حينما خلع الجيش الزعيم هوجو شافيز، ونزلت الجماهير للشارع تطالب بعودته حتى أجلسوه على كرسي الحكم مرة أخرى خلال 48 ساعة. ويرى خبراء أن التجربة في مصر مختلفة تماما حيث أن ما حدث في مصر ليس انقلابا عسكريا بل ثورة شعبية وخروج جماهيري لم يشهده العالم من قبل ، اضطر الجيش للتدخل لحل الأزمة وانحاز لقرار الشعب، ولذلك فالجماعة تفتقد الدعم الشعبي لفعل ذلك، كما أن هناك عرف دستوري يقول إن الشعب هو مصدر السلطات. وقال الدكتور وحيد عبد المجيد، أستاذ العلوم السياسية إن تجربة فنزويلا لا يمكن تكرارها في مصر مرة أخرى ، فما شهدته الميادين في شتى محافظات مصر يعد ثورة شعبية عظيمة اشتركت فيها مختلف فئات الشعب بينما تجربة فنزويلا لم يكن عليها إجماع بل وشهدت انقسام بين فئات الشعب كله. كما أكد أن قوى تيار الإسلام السياسي قد انتهت للأبد، والمتبقي منها مجرد تنظيمات تافهة بعضها إرهابية، مشيرًا إلى أن أعضاء جماعة الإخوان منقسمين ومعزولين عن الواقع ولا يجوز أن يقارنوا بالزعيم الكبير شافيز بالمعزول محمد مرسي. واتفق معه الدكتور محمد السعيد إدريس، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية وقال إن تلك الدعوات التي يطلقها الإسلاميين لحشد المؤيدين لرجوع "مرسي" مرة أخرى إلى الحكم لن تنجح لرفض ملايين الشعب لها، مشيرا إلى أن ما حدث كان ثورة شعبية بامتياز وليس انقلابا عسكريا، مطالبا الإخوان بالانخراط في العملية السياسية ويتركوا تلك الدعوات التي لا طائل منها. وأوضح أن إغلاق القنوات الفضائية هي خطوة احترازية مؤقتة ليس إلا لدرء الفتنة. وأوضح الدكتور جهاد عودة، أستاذ السياسة بجامعة حلوان أن تجربة فنزويلا لإعادة شافيز مختلفة تماما عن ثورة مصر للإطاحة بمرسي ،لأن الأول كان له قاعدة جماهيرية شعبوية كبيرة على عكس جماعة الإخوان التي انهارت شعبيتها وخرج عليها الملايين لرفضها، مشيرا إلى أن ما حدث ليس انقلابا عسكريا بدليل تسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية وتشكيل حكومة مدنية، ومنع الجيش من تولي أي سلطة أو إصدار أي إعلانات دستورية، ولكنه حمى الإرادة الشعبية. أساتذة سياسة: «مرسى» خلعته ثورة شعبية دعمها الجيش..و"شافيز" عاد بقوة الجماهير الرافضة للإنقلاب