تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم الأوضاع على الساحة المصرية وعزل الرئيس محمد مرسى وتعطيل العمل بالدستور، وتعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد، مشيرة إلى أن الواجب الوطني يحتم علي كافة التيارات السياسية في مصر احترام إرادة الشعب في التعبير السلمي الديمقراطي والانسجام مع تطلعاته ودعم وحدته وتجنب اللجوء للعنف كوسيلة لفرض الرأي. وأوضحت الصحف أنه انقلاب شعبى يطيح بمرسى الإخوان، لافتة إلى أن مصر التي في خاطر كل عربي ومسلم هي قلعة الأزهر الوسطى الذي يرفض التطرف والإرهاب باسم الدين أو باسم الوطن. وبدورها قالت صحيفة "الشرق" السعودية إنه حدث في مصر ما كان متوقعا منذ يومين، ومالم يكن مستبعدا قبل عام، فقد أعلن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، بعد يوم طويل من الترقب المصري والعربي والعالمي لمهلة ال 48 ساعة، عن الاطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي، وتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا "إدارة شئون البلاد لحين انتخاب رئيس جديد". وأضافت أن هذه النقاط تمثل أهم بنود خريطة الطريق التي أعلن الجيش عن عزمه إطلاقها في وقت سابق، إذا لم تتوصل المعارضة والرئاسة لحل ينهي الأزمة التي بلغت ذروتها في 30 يونيو- ذكرى مرور السنة الأولى من حكم مرسي. وقالت صحيفة "الوطن"الإمارتية إن مصر تستحق حكما يقدر حجمها ودورها وحضارتها، تستحق أن تكون منطلق البناء وقاعدة النماء، أن تكون واحة الاستقرار والأمن والأمان والسلام والوئام بين أبناء شعبها، مشيرة إلى أنها كانت لفترة طويلة تتمتع بهذا الكسب الحضاري الرائع وسوف تعود بجهد بنيها وسعي أهلها إلى مسارها ومسيرتها كما هو عهدها دائما في كل مراحل التاريخ. وأوضحت الصحيفة أنه إذا كانت مصر قد واجهت أزمة حادة فإن ذلك أعطى بعضا من قلق البناء والتغيير الذي بدأته بطموحات شبابها وحكمة حكمائها وتماسك شعبها وقوة جيشها، مؤكدة أن الأزمات طبيعية في عمر الشعوب ولكن الدول العملاقة بدورها ورسالتها قادرة على تجاوز تلك الأزمات بسرعة و بحكمة تصل حاضرها بماضيها ويومها بغدها. وقالت "الوطن" في الختام إن مصر التي في خاطر كل عربي ومسلم هي قلعة الأزهر الوسطى الذي يرفض التطرف والإرهاب باسم الدين أو باسم الوطن؛ فمصر المؤمنة بأهلها وشعبها وجيشها تعود لهويتها الوطنية التي يلتف حولها كل المصريين بلا استثناء فقد عاشت لحظات صعبة ولكنها لحظات ميلاد فجر جديد وإشراق جديد. وفى سلطنة عمان تحدثت صحيفة "الرؤية" فى عددها الصادر اليوم، عن الإجراءات التي اتخذها الجيش المصري أمس، والقاضية بتعطيل العمل بالدستور مؤقتا وتكليف رئيس المحكمة الدستورية بإدارة شئون مصر. وقالت الصحيفة تحت عنوان "مرحلة تمهيدية لاستقرار مستدام" إن العالم متخوف من أن تؤدي خارطة طريق الجيش إلى تأزيم الوضع أكثر وجر البلد برمته إلى حافة صراع ودوامة اقتتال داخلي يصعب خروجه منها، رغم أن البيان طمأن الداخل والخارج أنّ ما يحدث ليس انقلابا عسكريا على السلطة المدنية المنتخبة بل سعى إلى التأكيد على مرحليّة هذه الإجراءات الاستثنائية وانقضاء أمدها عقب اكتمال خارطة الطريق المعلنة. وبينت الصحيفة أنّ المرحلة الانتقالية ستكون حاسمة لجهة تقرير المستقبل السياسي لمصر، فإذا تمّ خلالها استقرار الأوضاع فإنّ ذلك سيؤدي إلى حكم مدني راسخ وطيد الأركان، وسيكون الحال عكس ذلك فيما لو لم يكتب النجاح للفترة الانتقالية في تحقيق الأهداف المرسومة حيث إنّ ذلك سيفتح الباب على مصراعيه لاحتمالات كارثية وستكون الديمقراطية والحكم والمدني وتداول السلطة سلميًا أول ضحاياها. ومن جانبها قالت صحيفة "القبس" الكويتية إن الألغام تفجرت في وجه "الإخوان المسلمين" وخسروا حكم مصر بعد عام واحد من وجودهم في سدته، بعد يومين من خروج 17 مليون مصري إلى الساحات والميادين في أكبر حشد عرفته البشرية؛ للمطالبة برحيل الرئيس الإخواني محمد مرسي، التزم الجيش ب "تحقيق مطالب الشعب". وأضافت "القبس": نحن أمام صفحة جديدة في تاريخ مصر، كتبت أمس من خلال البيان التاريخي الذي أصدرته القوات المسلحة، وأذاعه وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي محاطا بشيخ الأزهر والبابا تواضروس ومحمد البرادعي وشخصيات عسكرية ومدنية، وأعلن فيه عن خارطة طريق توافقية، وملبية لمطالب الملايين من المعارضين. ومن ناحيه أخرى ذكرت صحيفة "الأخبار اللبنانية" اليوم: "انتهى حكم المرشد هذه حصيلة أولية للموجة الجديدة من الثورة المصرية، وخلفية الاحتجاجات لم تترك شيئا هذه المرة، لافتة إلى أن الاستبداد بصورته التقليدية انتهى مع حسني مبارك، والسلطة التقليدية راحت أيضا. وقالت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الصادرة من لندن إن الجيش المصري أطاح أمس، بالرئيس محمد مرسي وعين رئيس المحكمة الدستورية رئيسا انتقاليا، بعد فشل الزعماء السياسيين في التوصل إلى توافق في أزمة سياسية دفعت بملايين المحتجين المصريين على الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الشوارع. وأضافت الصحيفة أن مرسى ضيع اللحظة التاريخية وخسر "الإخوان" اللحظة والتاريخ، وأضاعوا حكم أكبر دولة عربية، والذي جاءهم سهلا على طبق من ذهب، وكان الثمن المطلوب منهم للبقاء التعايش والمشاركة والقبول بنظام ديمقراطي متكامل، موضحة أن مرسي والشاطر والمرشد عجزوا عن السير في هذا الطريق. وأشارت الصحيفة أن مشكلة "الإخوان" يمكن اختصارها في كلمة واحدة: "الفاشية وبقدر ما أن هذه الكلمة موجعة ومؤذية فإنها بكل أسف تصف بشكل صحيح الفكر الذي يقود التنظيم الإخواني".