انتقدت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية السباق الذي تقوم به المعارضة المصرية حول مسار المرحلة المقبلة، هذه المعارضة غيرالمتفقة فيما بينها والمنقسمة إلى عدة تيارات متحدة في الوقت الحالي ولهدف واحد لكن الاتحاد لن يستمر. وأوضحت أن المعارضة المصرية اجتمعت كلها على ضرورة رحيل الرئيس الحالي محمد مرسي، إلَّا أن كل طرف داخلها يجهز أجندة انتقالية تختلف عن الآخر. وفي هذا السياق، تشير "لو فيجارو" إلى أن المعارضة اتفقت على رحيل مرسي، إلَّا أن كل طرف يرى المرحلة الانتقالية من وجهة نظره هو، واضعًا التخطيط الذي يناسبه، فحركة تمرد وضعت برنامج ما بعد مرسي وهو تسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا لحين كتابة دستور جديد وانتخابات رئاسية مبكرة. من جانب آخر، يرى طرف ليبرالي آخر أنه من الضروري أولًا تخصيص فترة لإحصاء الأضرار التي تعرضت لها البلاد، ثم تشكيل حكومة مصغرة تتولى ملفات الاقتصاد والأمن والتجهيز لانتخابات رئاسية، أما فيما يتعلق بالدستور فينبغي مراجعة بعض المواد. ومن جانب آخر، نجد التيار السلفي الذي سلك في الفترة الأخيرة نهج المعارضة المصرية أيضًا، مطالبًا بإجراء انتخابات مبكرة ومنتقدًا الخطاب الرئاسي الأخير، نجده يضع برنامجًا انتقاليًّا هو الآخر، حيث يقترح تشكيل حكومة محايدة تضم كفاءات وطنية لحل المشكلات اليومية والتجهيز لانتخابات تشريعية مبكرة بأسرع وقت ممكن، كما اقترح بتشكيل لجنة لإعادة النظر في الدستور. ومن جانب آخر، نجد الجيش يضع هو الآخر خارطة طريق وإن كانت غامضة ومقتضبة بعض الشيء، ففي بيانه الصادر الاثنين الماضي، أشار إلى أنه إذا لم يحدث اتفاق فسيضطر الجيش لوضع خارطة طريق تتفق مع مطالب الشعب، ولكن وفق مصدر عسكري، فإن الجيش سيصدر أمرًا بوقف الدستور وحل المجلس التشريعي. وأوضحت "لو فيجارو" أن المعارضة المصرية تضم أطيافًا متناقضة كل طرف يريد حمل لواء المرحلة المقبلة، فهم يفتقدون لقائد يوحدهم.