تستمر تظاهرات" 30 يونيو" لليوم الثانى فكلمة "ارحل" كلمة لا يمكنك أن تسمع غيرها فى كل شوارع السويس، المدينة التي قاومت كل الغزاة الأجانب على مر العصور وأسقطت نظاما بائدا استمر لمدة 30 عاما تحولت كلها فى ليلة واحدة إلى مظاهرة كبيرة تهتف فقط بالرحيل حتى أصبح الشارع الرئيسى الأوحد بالمدينة " شارع الجيش" هو عبارة عن مسيرة طويلة تمتلئ بالآلاف من المتظاهرين، فيما ظلت الطرق الجانبية كلها شوارع خالية من المارة. * السويس تبدأ الثورة مبكرا رغم التهديدات تساءل العديد عن اختفاء محافظة السويس عن ريادة العمل الثورى لأيام قبل 30 يونيو وجاءت الإجابة فى صباح الأحد يوم 30، حيث بدأ توافد المئات إلي ميدان الأربعين "الشهداء" قبل الموعد المتفق عليه وهو الرابعة عصراً، حاملين لافتات تطالب رئيس الجمهورية محمد مرسى بالرحيل، كما ارتفع علم مصر فى الميدان. هذا وقد حاول أحد المندسين إثارة البلبلة حتى لا يخرج اليوم بالشكل المطلوب فقام بإفزاع المتظاهرين بسلاح نارى، لكن اللجان الشعبية بالمحافظة تمكنت بالإيقاع به وتسليمه لقوات الجيش المختصة بتأمين المحافظة، وحاول البعض أيضا فى يوم سابق ل 30 يونيو إحراق كافتيريا بالسويس أثناء تواجد بعض الإعلامين ومنسق حملة تمرد فى رسالة تهديد واضحة لإثنائهم عن الخروج فى تظاهرات الغضب بالشكل المطلوب. * مسيرات الغضب تجوب المحافظة من أمام مسجد الشهداء الذى كان مركز الكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلى عام 73 ، تحركت مسيرة القوى الثورية بالأعلام والكروت الحمراء والصافرات تهتف هتافات مناهضة لحكم جماعة الإخوان ، ثم تحركت فى اتجاه ميدان الخضر، حيث اجتمعت مع مسيرة أخرى نظمها حزب المؤتمر من منطقة مسجد الغريب، واندمجت المسيرتان فى عدد يصل إلى الآلاف من المتظاهرين يرتفع صياحهم " ارحل". تحركت المسيرة الكبرى فى شارع الجيش فى طريقها إلى ميدان الأربعين مطالبة أهالى المنطقة بالمشاركة حتى يتثنى لمصر التخلص مما وصفوه الاحتلال الإخوانى. وخرجت فى وقت لاحق مسيرة من نقابة الأطباء والمحامين لحقت بها فى ميدان الأربعين، و شارك أحد ضباط الشرطة المحتجين معلقا على صدره شعار أرحل. * بالرغم من الاستنفار الأمنى لا يزال الانفلات موجودا تحركت أربع طائرات من طراز الأباتشى الكزودة بالكاميرات فى سماء المحافظة تحسبا لأى طارئ ، حيث اهتمت بتأمين الممر الملاحى لقناة السويس من جهته الجنوبية وايضا شركات البترول والمنشآت المهمة، كما رفعت قوات الجيش حالة الاستعداد القصوى وخصصت خطا ساخنا تابعا للجيش الثالث لتلقى شكاوى المواطنين، كما شكلت اللجان الشعبية بالمحافظة ولجنة دائمة بمستشفى السويس العام من أجل تأمين المنشآت العامة والخاصة وأرواح المتظاهرين. ولا يزال الانفلات الأمنى موجودا بشدة رغم كل هذا، حيث اقتحم عدد من مراكب الصيد صباح اليوم الممر الملاحى لقناة السويس، لكن مركبا حربيا تابعا للقوات البحرية تمكن من إيقافهم وتوجيههم للتفتيش البحرى للتحقيق فى الواقعة. وسقط طفل صغير بالغ من العمر 5 سنوات ضحية لاشتباك بين أسرتين بينهما ثأر قديم تطور الأمر لمشاجرة بالأسلحة النارية تسببت فى مقتل الطفل وإصابة عمه بجرح فى الرأس. ونشبت مشاجرات بين بعض الأهالى فى شارع أحمد عرابى تسببت فى إصابة 8 أشخاص وإحراق أحد المحال التجارية و3 وحدات سكنية. * أهالى السويس يتحدون كل شئ ويستمرون فى شارع الجيش حتى فجر يوم الاثنين رغم الانفلات الأمنى تشبث أهالى السويس برغبتهم فى الحرية فازداد توافد المتظاهرين بالآلاف على ميدان الأربعين، وسريعا ما تحركت مسيرة ضخمة فى شارع الجيش وصولا إلى ميدان الخضر، حيث نصب المتظاهرون أول خيمة وأعلنوا الاعتصام وإغلاق طريق الجيش المؤدى لبورتوفيق لحين إسقاط الرئيس، مما تسبب فى تكدس مرورى بشوارع المحافظة. واستمرت المسيرات المتلاحقة ما بين ميدان الأربعين والخضر حتى الساعات الأولى من صباح يوم الاثنين، كما لوحظ أن المشاركة النسائية اليوم بلغت ذروتها حيث تحركت مسيرة بها ما يفوق 500 سيدة رفعن أعلام مصر يطالبن بإسقاط النظام الإخوانى، واستمرت السيارات تطوف شوارع المحافظة مرددة هتافات تطالب بإسقاط الرئيس وترتفع بأغان وطنية تلهب حماسة المواطنين. أعلن أعضاء الأحزاب السياسية فجر اليوم عن ِاعتصام سلمى فى الحديقة المواجهة لمبنى محافظة السويس، حيث نصبوا 6 خيام ومستشفى ميدانى وأعلنوا عن عدم رحيلهم حتى إسقاط النظام وإنهم امتداد لاعتصام ميدان الخضر كوسيلة ضغط من جهة أخرى. * السويس تخطو خطواتها لإسقاط محافظ الإخوان قال أحد منسقى اعتصام المحافظة: إن الهدف هو منع دخول المحافظ المنتمى لجماعة الإخوان اللواء سمير عجلان الذين طالبوا برحيله إلى المبنى. أصدرت اللجان الشعبية بالمحافظة فجر اليوم بيانا يطالبون فيه المحافظ بتقديم استقالته حفاظا على الأرواح والممتلكات الخاصة التابعة للمحافظة، كما ناشد البيان القوات المسلحة الحفاظ على حياة المتظاهرين المعتصمين خوفا من تعرضهم لأى خطر. انتهى يوم 30 يونيو بالسويس بحشد وغضب جماهيرى غير مسبوق بالمحافظة وقد بدأت الاستعدادات منذ فجر اليوم لمسيرات وتظاهرات يوم الاثنين الأول من يونيو، حيث عبر الأهالى عن عدم تراجعهم حتى استجابة الرئيس لمطلبهم الوحيد وهو"الرحيل". أخبار مصر - البديل