قال موقع " ڤيترانس توداي" الأمريكي أنه بعد عامين من التردد، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه سيقوم بتسليم شحنات أسلحة لقوات المعارضة السورية، بزعم أن نظام الرئيس بشار الأسد يستخدم غاز "السارين" ضد معارضيه. وأضاف الموقع أن تخبط أوباما أمر غريب ويكشف عن رئيس يتجه لتفجير حرب من عواقبها أن تقود العالم إلى حرب عالمية ثالثة، والسؤال هنا، لماذا الآن بعد عامين من توفير الحد الأدنى من الدعم يتحرك أوباما لتسليح مقاتلي المعارضة السورية؟. ويوضح تقرير الموقع الأمريكي أن الإجابة هي أنه مع النجاحات العسكرية الكبيرة التي حققها النظام السوري في الشهرين الماضيين، استطاعت حكومة الأسد، بدعم غير مسبوق من حزب الله في لبنان ومستشارين عسكريين من روسياوإيران، تحويل عجلة مكاسب المرتزقة والإرهابيين والجهاديين من ليبيا والسعودية وأفغانستان وغيرها لصالحها. وألمح الموقع إلى أن البعض يشير إلى أن تحرك أوباما لتسليح المعارضة السورية جاء بسبب أن الولاياتالمتحدة لو وقفت صامتة دون أن تفعل شيئا في سوريا، فإن ذلك سيمثل ضربة مدمرة لصورة أمريكا باعتبارها القوة العسكرية التي لا تُهزم في العالم، وهذا بدوره سيؤدي إلى جعل دول أخرى تتحرك لتتحدي المطالب الأمريكية. لكن المفارقة هي أن أقوى وأفضل تنظيم للمعارضة داخل سوريا في هذه المرحلة ليس الجيش السوري الحر المدعوم من واشنطن ولكن منظمة تدعى "جبهة النصرة" متفرعة من تنظيم القاعدة، وهو التنظيم ذاته الذي أعلن الجهاد ضد أمريكا ومتهم، صوابا أو خطأ، بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وبالتالي، فالولاياتالمتحدة الآن بتوريدها الأسلحة والذخائر إلى مقاتلي المعارضة السورية، يعني أن هذه الأسلحة ستذهب إلى تنظيم القاعدة. ومن جهة أخرى، يشير موقع "فيترانس توداي" إلي أن واشنطن بهذا النهج تدعم الآن بوضوح حرب داخلية إسلامية شيعية - سنية من شأنها أن تغرق كل المنطقة في فوضى لعقود، حيث إن جبهة النصرة في سوريا مدعومة بتمويل سعودي ضخم، بالإضافة إلى أنها مندمجة مع فروع لتنظيم القاعدة في العراق لخلق حركة عبر الحدود معروفة باسم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، وذلك كما جاء في رسالة صوتية للتنظيم نشرت على الإنترنت. وبذلك، مع قرار رئيس الولاياتالمتحدة بشكل علني توفير الأسلحة والدعم لقوات المعارضة السورية، تكون واشنطن الآن تقف بوضوح إلى جانب الجبهة الجهادية السنية التي تتألف من المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا، والآن مصر في ظل حكم محمد مرسي، ضد الجبهة الشيعية المكونة من إيران، حزب الله، العراق، ومدعومة بشكل مباشر أو غير مباشر من قبل روسيا والصين. وأشار الموقع الأمريكي المهتم بالشئون الخارجية والعسكرية إلى قرار الرئيس محمد مرسي، الذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، والذي وصفه الموقع بأنه الرجل الذي يدين بمنصبه لإدارة أوباما، بقطع الرئيس المصري محمد مرسي العلاقات الدبلوماسية المصرية مع دمشق ودعوته للجهاد المقدس ضد المذهب الشيعي، الذي يشكل ما يقرب من 40٪ من المسلمين في الشرق الأوسط. ولمزيد من تعقيد الحرب المتشابكة بالفعل حول مستقبل سوريا والمنطقة بأكملها، أدى قرار أوباما الآن بتسليح المعارضة السورية إلى استفزاز روسيا مما جعلها تعلن قيامها بتسليم أسلحة دفاعية متطورة لنظام الرئيس بشار الأسد. كما تشير تقارير جديدة، غير مؤكدة، بأن أسلحة أكثر تطورا يجرى إرسالها إلى الحكومة السورية ردا على قرار المملكة العربية السعودية بإرسال مركبة مزودة بأجهزة مضادة للدبابات لقوات المعارضة السورية. واعتبر الموقع أنه مع وقوف الولاياتالمتحدة، بريطانيا، فرنسا، تركيا، المملكة العربية السعودية وإسرائيل وقطر ضد سوريا وإيران وحزب الله والعراق وروسيا والصين، أصبحت سوريا اليوم تشبه نسخة مكررة بشعة من الحرب الأهلية الإسبانية المدمرة التي دارت خلال الفترة من 1936 و 1939 والتي في الواقع كانت معركة البداية لما أصبح بعد ذلك الحرب العالمية الثانية.