استقبل فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، الدكتور باباتوندي أوسوتيمين، المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان، والوفد المرافق له. حيث أعرب باباتوندي عن تقديره للجهود التي يقوم بها الأزهر الشريف منذ المؤتمر الدولي للسكان بالقاهرة سنة 1994 وحتى الآن، مؤكدا إيمانه بالدور الكبير الذي يمكن أن يقوم به الأزهر في الفترة الراهنة. وأشار باباتوندي إلى قيام الصندوق بمراجعة التقدم الذي حصل منذ عام 1994 وبصدد برمجة أنشطته لعشر سنوات قادمة، قائلا "جئنا للأزهر الشريف لنسترشد بآرائه وتوجيهاته التي تساعدنا على العمل من أجل الارتقاء بالأسرة والمجتمع، كما لا يفوتنا أن نهنئ مصر والأزهر على وثيقته التي تتضمن المبادئ الأساسية لما ندعو إليه من حماية الحقوق والحريات". وعرض باباتوندي على الطيب عددًا من القضايا التي تشغل الأممالمتحدة، وطلب فيها رأي الأزهر كمؤسسة تمثّل أكثر من مليار ونصف من المسلمين في العالم. من جهته أبدى الطيب شكره للأمم المتحدة على ما تقوم به جهد فعال لخدمة قضايا السكان، مضيفا "ما من شك أن الأزهر تحفظ ويتحفظ دائمًا على كل القضايا التي تمس من قريب أو من بعيد عقيدتنا وشريعتنا، والأزهر ساند بقوة التطعيم ضد شلل الأطفال الذي يلقى مقاومة شديدة في نيجيريا وأفغانستان، وأفتى الأزهر وحثّ العلماء على ضرورة وجوب التطعيم لحماية أطفالنا"، رافضًا ما يدعيّه البعض من أن التطعيم يضرّ بالأطفال. وتابع الطيب "أما قضايا الإجهاض والحرية الجنسية مثلاً فهي عند الأممالمتحدة قضايا إنسانية ينبغي سن القوانين المنظمة لها، في حين أنها تعدّ عندنا ظواهر مرضيَّة ينبغي مساعدة المجتمع على التطهر منها، وكذا الأمر في كثير من القضايا". واقترح الطيب أن تتبنى الأممالمتحدة القضايا الواقعية التي تهم المجتمعات العربية، وتعالج أسبابها، كقضية العنوسة في المجتمع العربي، حيث تعدّ قضية كبرى تعاني منها أسر كثيرة، ودور الأممالمتحدة والمؤسسات العاملة في هذا الحقل أن ترسخ ثقافة الزواج البسيط الذي يكون في مقدور عموم الشباب، فبدلا من الاهتمام بتشجيع العلاقات الجنسية المحرمة لابد من حملة عالمية قوية لتشجيع الزواج الشرعي البسيط الذي يخفف من كثير من عادات البذخ والترف، ويحث على الاقتصار على الضروريات التي تستقيم بها الحياة.