ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن "ديلما روسيف" رئيسة البرازيل دعت أمس إلى اجتماع طارئ لمجلس الوزراء بعد الاحتجاجات فى جميع أنحاء البلاد والتى شهدت نزول أكثر من مليون شخص إلى الشوارع في ما لا يقل عن 100 مدينة، وجاء هذا الاجتماع فى مدينة برازيليا بعد ليلة من الاضطرابات العميقة عندما بدت فيها الحكومة على وشك فقدان السيطرة بعد أعمال التخريب والنهب والحرق التى ضربت العديد من المدن الكبرى، مما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة على الأقل 77. وقالت الصحيفة إن ما لا يقل عن 300,000 شخص تظاهروا فى وسط مدينة ريو دى جانيرو، مع وجود معارك ضارية من عدد قليل من الشباب مرتدين أقنعة مع الشرطة فى الشوارع المحيطة. وأضافت أنه أثناء الفوضى تم القبض على المتظاهرين السلميين أثناء محاولتهم الفرار من هذه المعارك، حيث قام المتظاهرون بتحطيم محطات الحافلات، وإشعال الألعاب النارية وخلع أعمدة الإنار وإشارات المرور، وردت الشرطة بقنابل الغاز وقنابل الصوت والرصاص المطاطى، مجبرين المتظاهرين على ترك وسط المدينة. كما ذكرت الصحيفة أن أحد أكبر الشوارع التجارية فى ريو دى جانيرو تم تدميره، حيث تم تكسير معظم نوافذ المبانى وحرق أكوام من القمامة، فضلا عن الدخان الكثيف والغاز المسيل للدموع العالق فى الهواء. وقال "جيفرى ليسر"، استاذ التاريخ البرازيلى الحديث فى جامعة إيمورى فى الولاياتالمتحدة أنه يعتقد أنه كان من الضرورى ظهور الرئيسة "روسيف" للعامة للتواصل مع البرازيليين العاديين، مضيفا "الرئيسة لا تظهر فى الأماكن العامة لتواجه الشعب بل تختبئ بعيدا، هى تحتاج لتقديم التزام أكثر وضوحا للأمور التى تشغل الناس ويشعرون بالاستياء نحوها من صحة وتعليم. كما أكد أنه يعتقد أنه إذا لم تبدأ الرئيسة وغيرها من السياسيين فى الحكم بالتحدث بلغة المتظاهرين، سيظهر شخصيات وحركات سياسية جديدة وسيكون لها شعبية كبيرة جدا، وفى نفس السياق، أدت الاحتجاجات الواسعة – التى اندلعت قبل أقل من أسبوع - إلى الكثير من التكهنات حول أن الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" قد يضطر لإلغاء بطولة كأس القارات الجارية لأسباب تتعلق بالسلامة. كما ذكرت تقارير محلية أنه على الأقل منتخب واحد من الثمان منتخبات المشاركة فى البطولة ضغط على الاتحاد لإلغاء أو تاجيل أو نقل البطولة بسبب مخاوف بشأن رفاهية أسر اللاعبين، وأشارت التقارير إلى أن الفيفا سوف يسعى إلى المطالبة بتعويض من البرازيل فى حالة تعطيل كأس القارات أو حتى بطولة كأس العالم العام المقبل. وتقول "الإندبندنت" إن هذا الاحتمال من المؤكد أن يكون منشطا للمحتجين، حيث إن الكثير منهم غير راضين بالفعل عن ال16 مليار استرلينى التى خصصتها البرازيل للتحضير للبطولتين السابقتين والأوليمبياد القادم بريو دى جانيرو.