طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأروربي كاترين آشتون الامتناع عن إصدار بيان من قبل الاتحاد الأوروبي يدين البناء في المستوطنات، بحجة أنه "يضر بجهود وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، لإحياء عملية السلام"، وذلك حسبما أوردته صحيفة "هآرتس" اليوم. وأضافت الصحيفة أن هذه المطالبة جاءت خلال اجتماعهما، أمس، للحيلولة دون إصدار27 دولة أوروبية لبيان إدانةٍ لسياسة الحكومة الإسرائيلية بالاستمرار ببناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن المتوقع ان يتضمن هذا البيان المبادئ الأساسية التي يتبناها الاتحاد الأوروبي لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي. وأشارت "هآرتس" إلى أنه من المقرر أن يعقد يوم الاثنين المقبل في بروكسيل وزراء خارجية الدول الأوروبية اجتماعهم الشهري، وأن قضايا الشرق الأوسط سيكون في مقدمة جدول الأعمال لهذا الاجتماع. فيما أشار مسئول إسرائيلي إلى أن مجموعة من الدول الأوروبية وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا تضغط باتجاه صدور بيان في نهاية الاجتماع يتضمن موقف الاتحاد الأوروبي من النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني، وسط معارضة ألمانيا وإيطاليا لمثل هذا التوجه. وقالت الصحيفة إن نسخة من هذا البيان المتوقع وصلت إلى إسرائيل، ويتضمن الإدانة للبناء خارج حدود الخط الأخضر، ويدعو البيان إلى تسريع تنفيذ خطة وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فيما يتضمن نقدا شديدا للقيود التي تفرضها إسرائيل على الفلسطينيين من سكان المنطقة المصنفة "ج" في الضفة الغربية، ويعرض الخطوط الإساسية لموقف الاتحاد الأوروبي لحل الصراع والمتمثل بإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس. وأوضح المسئول الإسرائيلي أن نتنياهو أخبر آشتون أن نشر هذا الإعلان وفي هذا التوقيت بالذات، الذي يسبق وصول كيري الى المنطقة بيومين، لعقد جولة جديدة من المباحثات مع المسئولين الإسرائيليين والفلسطينيين، من شأنه أن يمس بهذه الجهود. وقال إن "مضمون البيان وتوقيته غير مناسبين، ولن يساعد بل سيضر بهذه المساعي"، وأضاف ان "نشره قد يشجع الفلسطينيين على عدم العودة لطاولة المفاوضات، ظنا منهم أن فشل كيري سيفسح المجال أمام تدخل أوروبي لصالحهم، وتحميل إسرائيل مسئولية فشل هذه الجهود".