ذكرت منظمة " بلانت نون فيلونس " على موقعها أن المشكلة الرئيسية التي تؤرق الكيان الصهيوني في الوقت الحالي هي مشكلة المياه، وأوضحت المنظمة أنه في هذه المنطقة التي تعاني من ندرة المياه، فإن الكيان الصهيوني يعلم جيدا أنه لن يستطيع البقاء إلا بالاستيلاء على الموارد المائية التي تقع في دول الجوار. فالحرب التي تشنها إسرائيل على دول الجوار يكمن هدفها الأول في الاستيلاء على المياه، لذا فإن غزوها للضفة الغربية واحتلالها كان نتيجة رغبتها أن يصبح لها قدم على نهر الأردن الذي يفصل بين فلسطين وإسرائيلن كذلك محاولتها للاستيلاء على الموارد المائية في جنوب لبنان سابقا، كان السبب الرئيسي في حربها لاحتلال الجنوب اللبناني في 1982 ثم 2000 وكذلك محاولتها الأخيرة في عام 2006، فهذه الحرب كشفت قلق إسرائيل من نقص المياه. واستكملت " بلانت نون فيولنس " :إن قيام إسرائيل بغزو واحتلال الجولان السورية عام 1967 كان يهدف السيطرة على مياه نهر الأردن من مصدره، كما أن قيام إسرائيل بتدعيم وتسليح جبهة النصرة المعارضة ضد النظام السوري لنفس الهدف نفسه، وهو السيطرة كاملة على أحد مصادر النهر "نهر بانياس"، وبالتالي زيادة مصادرها المائية. واستشهدت المنظمة بما قاله أحد الضباط النمساويين الموجودين في جبهة الجولان ضمن قوة المراقبة الدولية إن إسرائيل تمد جبهة النصرة بمساعدات مهمة خلال الحرب الأهلية في سوريا، كما أن الجيش الإسرئيلي يسهل دخول مقاتلين بشكل خفي عبر الحدود مع سوريا، مضيفة أن إسرائيل تحاول أيضا الاستيلاء على موارد مياه من نهر النيل، لذا فقد اتفقت مع الحكومة الإثيوبية على شراء سندات مالية من إثيوبيا لتمويل "سد النهضة الكبير" الذي تشرع إثيوبيا في بنائه على النيل الأزرق وبذلك تضمن أن يكون لها يد على مياه نهر النيل. إسرائيل تبدأ حرب المياه بتمويل سد النهضة وكشفت نفس المصدر عن أن الحكومة الإثيوبية عرضت سندات مالية من أجل بناء سد النهضة الكبير للبيع العام، وقد اشترت إسرائيل الجزء الأكبر من هذه السندات عن طريق السفارة الإثيوبية في الدولة العبرية، وتخوفت " بلانت نون فيولنس " من أن إذا تم بناء السد الإثيوبي بعد شراء إسرائيل سندات البناء، فإنه من الممكن أن تدعي إسرائيل بأن لها حق في مياه النيل إذا تم توقيع اتفاقية من قبل الأممالمتحدة بشأن المياه في هذا المجال. وفي هذا السياق، لفت الضابط النمساوي إلى أن إسرائيل تسعى إلى ذلك منذ زمن، حيث أقامت إسرائيل منشآت عسكرية لها على البحر الأحمر، كما أن لها قاعدة عسكرية في إريتريا، أقامتها منذ أن كانت إريتريا جزء من إثيوبيا، بالإضافة إلى أن إريتريا سمحت لإسرائيل بإقامة محطة تجسس تابعة للموساد في بلادها على جبال جزر حانيش على الحدود مع السودان. يضاف إلى ذلك أن إسرائيل قدمت خبراتها في مجال إدارة المياه والزراعة على بعض البلدان الإفريقية مثل إثيوبيا وزامبيا وزيمبابوي ومالوي وبتسوانا وموزمبيق، حيث يعمل في هذه الدول العديد من الخبراء الإسرائيليين، وبينت المنظمة أنه في نهاية تسعينيات القرن المنصرم جرت محادثات مباشرة بين إسرائيل وإثيوبيا حول الحصة الكبيرة التي تأخذها مصر من مياه النيل، كما اتفقتا على تقديم عرض لمصر بأن تبيع هذه الأخيرة جزءا من حصتها في النيل لإسرائيل، غير أن مصر رفضت ذلك. وترى المنظمة أن إسرائيل كان لها يد في فصل السودان إلى دولتين عن طريق تسليح المتمردين السودانيين وتدريبهم حتى يستولوا على الموارد البترولية بجنوب السودان، بالإضافة إلى أن عملاءها في أمريكا وأوروبا شنوا حملة ملفقة باتهام الحكومة السودانية بارتكاب مذابح في دارفور، وقد سعت إسرائيل إلى فصل السودان حتى تتمكن من توقيع اتفاقية مع جنوب السودان حول مياه النيل. وتختم " بلانت نون فيولنس " بقولها إن السياسة الإسرائيلية تقوم في الأساس على بسط النفوذ في البلاد المجاورة سواء بالقوة أو بالفساد والتخريب من أجل التحكم في موارد المياه التي ستكون السبب في الحرب العالمية القادمة، لذا فإن الحلم اليهودي " دولة إسرائيلية من النيل إلى الفرات " يقوم على هذه النقطة.