قالت المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 200 ألف سوري تدفقوا على دول مجاورة خلال الصراع الحالي، ويرجع ذلك إلى أهوال الحرب والظروف المعيشية الصعبة وانهيار منازلهم، نتيجة لقصفها، ليجدوا أنفسهم في العراء، فهجروا وطنهم، الذي عاشوا وتربوا واعتادوا على كسب رزقهم فيه، واضطروا للنزوح إلى الدول المجاورة، ليعيشوا حياة صعبة أيضا، ولكن ليست بنفس القدر، فعلى الأقل لا يعيشون في بلد حياتهم مهدده فيها، وبدءوا يعتمدون على أنفسهم في تحصيل قوت يومهم. ووفقا لما جاء في تقرير بثته قناة "روسيا اليوم"، فإن الجارة الجنوبية لسوريا وهى "الأردن" كان لها نصيب الأسد، بسبب صلة القرابة والمصاهرة، إضافة إلى الجغرافيا، لذا تتزايد أعداد اللاجئين السوريين فيها يوما بعد يوم، وهذا ما أجبر الحكومة الأردنية على إنشاء مخيم "الزعترى" بالقرب من الحدود، للتخفيف، ولكن أتي مكان المخيم ليزيد من المعاناة، حيث يقع المخيم في منطقة صحراوية قاسية المناخ، وبالرغم من التجهيزات الإغاثية، إلا أنها لاتكفى لإعانة قرابة 45 ألف لاجئ، وتقول إحدى اللاجئات في المخيم "الوضع هنا سيء جدا، فنحن لا نأكل سوى الخبز". ورغم ذلك رفضت الحكومة الأردنية استقبال آلاف أخرى من اللاجئين السوريين، وقامت بإغلاق الحدود الأردنية السورية، ووفقا لما جاء في تقرير بثته قناة "فرنس24"، فإن المسئولين الأردنيين وبعض النواب فى البرلمان وسياسيين، دعوا إلى وقف استقبال اللاجئين السوريين، حتى يستطيعوا أن يستوعبوا الموجودين لديهم من لاجئين، والذي يصل عددهم حتى الآن إلى 538 لاجئا سوريا، بالإضافة إلى عشرات الآلاف من اللاجئين غير الشرعيين. أما فى قطاع غزة، فلا توجد خيارات كثيرة أمام من هُجروا من وطنهم في سوريا، سوي الاعتماد على أنفسهم في تحصيل قوت يومهم، فغزة بالكاد تستطيع أن تدبر أمورها، فتجد الكثير من اللاجئين الذين يشكون مرارة العيش ونقص الموارد والإغاثة، وتردى الوضع الصحي، وخاصة أن الكثير منهم خرجوا من بلادهم "بخفي حنين". أما في تركيا، فقد أعرب مسئولون أتراك عن قلقهم من ازدياد تدفق اللاجئين السوريين إلى تركيا، بعدما فاق عددهم أربعة وعشرين ألفا، وقالت هيئات إغاثة إن الحكومة تعد ملاجئ إضافية في محافظة "شانلي أورفا" إليهم، حيث فر آلاف النازحين السوريين من لهيب المعارك الدامية الدائرة في بلادهم، فانتهوا إلى تركيا حيث مقاطعة "هاتاى"، وبالإضافة إلى كل هذه المعاناة، جاءت أحداث تفجيري مدينة "الريحانية"، لتزيد الأمور تعقيدا، فقد يعانى الكثير من اللاجئين السوريين، في مدينة "أنطاكيا" بتركيا وخاصة في منطقة "الريحانية"، من مضايقات بعض الأتراك لهم، الأمر الذي جعل اللاجئين حبيسي منازلهم، ويفكر البعض بالعودة. وحسبما جاء في تقرير بثته قناة "سكاى نيوز عربية" سابقا، قال أحد السوريين إنه حبيس البيت هو وعائلته ولا يستطيع الخروج بسبب بعض التصرفات من بعض الأتراك، التي لم يجد لها مبررا على حد قوله.