حلت الذكرى ال46 لنكسة يونيو 1967 هذا العام وقد صرح بالفرحة من وعدونا قبل عام بنهار قريب لم يظهر لنا خيطه الأبيض على مدار العام، مقدمين قهقهاتهم كقرابين على مذبح يظنون أنه مبلغهم إلى غاية يغيبون بها انجازات زعيم رسخوا بسياساتهم ذكراه في وجدان من يقارن أحوال البسطاء في عهده بإحباطاتهم بعد رحيله بأكثر من 40 عاما. ففي صبيحة ذكرى النكسة شنت الصفحات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي هجوماً كاسحاً على الحقبة الناصرية ابتدأ بعبارة "صباح النكسة على كل ناصري.. أتمنى تلبسوا برقع الحياء وتختفوا اليوم نهائيا". ولتتوالى بعدها عبارات من شاكلة "نكبة عبد الناصر" واليوم ذكرى النكبة، فقط اذكر به من يريدون العودة بنا لعصر الهزائم والخيانة، ويرفعون أعلام الناصرية بلا خجل، ومن لا يتعلم من الماضي". ولم يقتصر الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي بل يصل الأمر الى تغريدات أحد قياداتهم الذي أرجع الهزيمة الى ما وصفه ب(استبداد وفساد) نظام مستلهما رسالة سابقة لمرشد جماعته تعود الى العام 2011 اعتبر فيها النكسة انتقام إلهي بعد الاعتقالات التي طالت جماعة الإخوان في العام 1965 حيث قال المرشد نصاً "عقب اعتقالات الإخوان في 54 كانت هزيمة 56 وعقب اعتقالات 65 للإخوان كانت الهزيمة الساحقة في 67" متناسياً أن التصدي لعدوان 1956 لم يكن هزيمة وإنما كان بداية لمشاريع قومية ما زالت جماعته تنعم بمنجزاتها مع باقي المصريين. نعم كانت 1967 نكسة لمشروع واحتلال لأرض وهزيمة لجيش حملت بين طياتها المرار لأمة بأسرها ولكن الزعيم الذي كانت النكسة في عصره وواحدة من أخطائه له سقف من الانجازات لا تستطيع الشماتات خدش أساساتها. فلولا مجانية التعليم لما تعلم جمع كبير من المصريين ومن بينهم الشامتون في النكسة. ولولا الإصلاح الزراعي لما استطاع فلاحون كثر من بينهم آباء هؤلاء الشامتين أن يرفعوا رأسهم أو تعرف أصابعهم طريقها إلى لوحة مفاتيح الحاسوب لبث أفراحهم عبر الانترنت. ولولا السد العالي لما عرفت الكهرباء رغم أن انقطعاتها المتكررة والطويلة حاليا لدرجة أدت إلى إزهاق الأرواح طريقها إلى بيوتهم ليسري التيار في أسلاك حواسيبهم. وإذا كانت نكسة 1967 قد خلفت احتلال شبه جزيرة سيناء والتي باتت الآن مرتعا لجماعات مسلحة فإنه يحسب للمصريين بقيادتهم في ذلك الوقت أنهم لم يستسلموا للهزيمة بل بدأوا معارك التحرير بعد أيام قليلة من الاحتلال وتحديدا في صبيحة الأول من يوليو حينما تصدت قوة محدودة من قوات الصاعقة بأسلحتها الخفيفة لقوات إسرائيلية تشمل سرية دبابات مدعمة بقوة مشاة ميكانيكية في معركة رأس العش ببورفؤاد ليظل بعدها قطاع بور فؤاد هو الجزء الوحيد من سيناء الذي ظل تحت السيطرة المصرية حتى نشوب حرب أكتوبر 1973 والتي سبقها بالطبع حرب الاستنزاف وبناء حائط الصواريخ. وهل نسي الشامتون الجنازة المهيبة والمستحقة لجمال عبدالناصر وهل نسوا أن ثورة ال 25 من يناير التي صعد بعدها الإخوان إلى الحكم لم ترفع فيها صور أشخاص إلا صورة الزعيم الراحل بجثمانه الباقي بإنجازاته جمال عبدالناصر.