نظمت وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية مساء أمس محاضرة بعنوان "ثورات الزمن العصيب: تحولات الربيع العربي"، ألقاها المفكر البروفيسور آصف بيات - أستاذ دراسات الإسلام والشرق الأوسط وعلم الاجتماع بجامعة إلينوي آربان بالولاياتالمتحدة. وتناول بيات في محاضرته سياقات الربيع العربي الدولية والفكرية ومآلات الثورات العربية، وطرح تساؤل "هل نعيش الآن في عصر الثورات؟" مشيرا إلى ثورات الربيع العربي، وحركات "Occupy" التي اجتاحت الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الميادين الأوروبية، انتهاء بالأحداث الأخيرة في ميدان تقسيم بتركيا. وأضاف: "نواجه الآن ظاهرة متناقضة، إذ أننا نشهد عددًا من الثورات في مجموعة من الدول، إلا أن هذه الثورات لا تتمتع بالرؤية التي تساعد على حدوث تغيير، فالتحركات الشعبية عادة ما تتخذ مسار الثورة "Revolution" أو مسار الإصلاح "Reform"، أما الثورات العربية فقد اتخذت مسارًا مختلفًا يجمع بين المسارين السابقين، أو ما يطلق عليه "ReFolution". وأوضح بيات أن هناك ثلاثة أيديولوجيات ساعدت على نشر الأفكار الثورية؛ وهي: القومية المناهضة للاستعمار، والماركسية، والإسلام الراديكالي، إلا أن هذه الأيديولوجيات قد اختفت بعد الحرب الباردة، مشيرا إلى أنه بعد انتهاء الحرب الباردة واختفاء تلك الأيديولوجيات، ظهرت مصطلحات "الحوار"، و"المجتمع المدني"، و"الإطار العام"، ومن هنا فقد طغت فكرة الإصلاح علي فكرة الثورة. آصف بيات هو صاحب التنظيرات الشهيرة حول ما بعد الإسلاموية واللاحركات الاجتماعية وصاحب كتاب "Life as Politics".