يواجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان هذا الأسبوع أكبر تحد منذ توليه المنصب منذ 10 سنوات، حيث تحولت أجزاء من اسطنبول إلى مناطق حرب بعد حدوث اشتباكات عنيفة بين قوات الشرطة و عشرات الآلاف من المتظاهرين، بعد رد الفعل العنيف من السلطات ضد احتجاج من أجل البيئة يوم الجمعة الماضية. وانتقل انفجار الإحباط من حكومة أردوغان إلى عشرات المدن التركية بين ليلة وضحاها، وتجمع المؤيدون لهذه المظاهرة فى بوسطن ولندن وبرشلونة و أمستردام، للتعبير عن التضمن مع المتظاهرين، حسب الجارديان. وانتهت الاشتباكات أخيرا بعد انسحاب الشرطة من ميدان "تقسيم" بوسط العاصمة في الصباح الباكر ليوم السبت، ولكن الآلاف كانوا يحتفلون هناك ليلا، قائلين للجارديان البريطانية "لقد انتصرنا، و نأمل الآن أن يرحل أردوغان ". وكانت العديد من مركبات الشرطة قد قلبت وغطيت برسومات "الجرافيتي" التي تطالب الحكومة بتقديم الاستقالة، حيث وصف أحد المتظاهرين هذا المنظر قائلا وهو يضحك "هذا هو متحفنا، ذكريات الأيام عندما حكم الديكتاتور تركيا". كما وحدت الاحتجاجات فصائل عديدة من المجتمع التركي مثل الجماعات اليسارية والنقابات والقوميين و الكماليين بالإضافة إلى أعضاء من مجتمعات المثليين والمتحولين جنسيا يلوحون بأعلام "القوس قزح". وفي الوقت الذى احتلت فيه ضراوة حملة الشرطة عناوين الصحف فى جميع أنحاء العالم، فإن الاحتجاجات الواسعة لم تذع على قنوات التليفزيون التركي والصحف الداعمة للحكومة، كذلك أردوغان الذى له دائما رد سريع على الأحداث الكبرى، إلا أنه ظل صامتا حتى يوم السبت عندما ألقى كلمة مطولة على التليفزيون، داعيا فيها إلى وضع حل فورى لهذه الاضطرابات، وتعهد بأن الحكومة ستمضى قدما فى بناء مركز التسوق المثير للجدل. وقال أردوغان فى كلمته "الشرطة كانت هناك بالأمس، وسيكونون اليوم وغدا، لأن ميدان تقسيم لا يمكن أن يكون مكانا للمتطرفين، ويخرج من تحت السيطرة. وأضاف "إذا كان ذلك تنظيم مظاهرة عن حركة اجتماعية، سأجمع 200,000 فى الوقت الذى سيجمعون فيه 00002، وعندما يجمعون 100,000 سأجمع مليونا من مؤيدى الحزب، دعونا لا نسلك هذا الطريق". وعلى صعيد آخر قال سري سورييا أوندر النائب البرلمانى عن حزب السلام والديمقراطية الكردى،الذى أصيب بقنابل الغاز المسيلة للدموع يوم السبت أن الحكومة تمادت فى حملتها على المحتجين السلميين، مؤكدا الآن الأتراك يتمردون ضد كل ذلك. وشهدت اسطنبول أمس تضامنا من أصحاب المحلات والفنادق والمواطنين مع المتظاهرين، حيث قاموا بتوزيع المياه، وتقديم المأوى للفارين من الشرطة، بالإضافة إلى عمل الأطباء وطلاب الطب المتطوعين.