يرى بعض الناشطين الذين أسقطوا نظام الرئيس السابق حسني مبارك أنه تم تهميشهم سياسيًا من قبل المجتمع الذي يفضل الجيل الأكبر سنًا، في حين يشار إلى الثورة المصرية في أغلب الأحيان على أنها "ثورة شباب"، ولكن بعد عامين من إجبار حسني مبارك على ترك الحكم، يشعر الكثير من جيل الشباب بالعزلة السياسية أكثر من أي وقت مضى. نقلت إنجي حسيب، مراسلة صحيفة لوس أنجلوس الأمريكية في مصر، عن الكثير من الناشطين مختلفي الانتماءات، أنه قد تم تهميشهم ومنعهم من المشاركة في قيادة وإدارة مصر بعد مبارك، من قبل الثقافة الأبوية التي تفضل كبار السن على افتراض أنهم أكثر خبرة. يقول مصطفى شريف (29 عامًا - مهندس ميكانيكا وعاطل عن العمل) "لم نحصل على شىء مما حاربنا من أجله؛ بل قتل بعضنا في سبيل تحقيقه، لم نحصل على حريتنا، وحقوق من ماتوا، ووضع الاقتصاد أسوأ من أي وقت مضى، فيبدو أننا في حاجة إلى ثورة جديدة". وأضاف شريف، تضاءلت فرص العمل كثيرًا منذ ثورة 2011 مع الانخفاض المطرد للاقتصاد، ليزداد معدل البطالة التي تشكل احدى القضايا الرئيسية والمستمرة فى مصر منذ سنوات. كان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أكد، في أحدث تقرير له، أن معدل البطالة ارتفع إلى ما يقرب من 13٪ في الربع الأخير من عام 2012، بزيادة 4% عن 2010، بينما يعتقد الكثير أن نسبة معدلات البطالة أكثر مما قاله التقرير. فيما أكدت الصحيفة أن الكثير من الشباب المصري يحاول البحث عن بدائل بعد إبعاده عن سوق العمل والمجال السياسي، حيث يقول شريف "الكثير من أصدقائي عن طرق للخروج من البلد، ومنهم من غادر بالفعل"، مؤكدًا أنهم حاربوا كثيرًا ولوقت طويل ولم يحدث شىء، بالإضافة إلى الشعور بأنهم غير مرحب بهم كأنه لا يوجد مكان لهم هنا. ويقول محمد عادل، القيادي بحركة 6 أبريل، إن المحتجين الشباب يصابون بخيبة أمل متزايدة، ويضيف "نشعر الآن بفارق كبير بيننا وبين الجيل الأكبر سنًا، وأشعر أنهم يتخذون قرارات ستدفع الناس إلى مكان سيئ جدًا، ليس لديهم أى فكرة عن واقع الوضع السياسي أو الاجتماعي". كما عبر بعض الشباب، الذين كانوا على صلة سابقة بالإخوان المسلمين، عن الشعور بالاحباط، حيث يقول إسلام لطفي، عضو سابق في شباب الإخوان المسلمين، إنه ساعد في إنشاء حزب إسلامي وسطي عندما شعر أن حزب الحرية والعدالة الخاص بالإخوان المسلمين لا يمثله. يقول أحمد سلامة، (26 عامًا - خريج هندسة)، يشارك بشكل منتظم في المظاهرات ضد الإسلاميين، "ان الشباب هو من حشد الملايين كبارًا و صغارًا يوم 25 يناير للقتال من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية، ولكن الإخوان استولوا على البلاد الآن".