علقت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية على فعاليات حملة "تمرد"، قائلة: أوقف نشطاء الحملة السيارات في شارع جامعة الدول العربية لحثهم على توقيع الاستمارات؛ لسحب الثقة من الرئيس المصري "محمد مرسي" ونظام الإخوان، موضحة أنه سرعان ما استجاب الناس لهم، وكانوا متحمسين لإخراج بطاقتهم الشخصية واقتراض الأقلام من المارة للتوقيع، وأخذ البعض العديد من النسخ للأصدقاء والزملاء. وذكرت أن "تمرد" هو اسم الحملة التي بدأت منذ قرابة شهر من قِبَل الناشطين السياسيين الشباب، وهدفها الاستفادة من ارتفاع السخط ضد الرئيس"مرسي"، والتعثر الاقتصادي والسياسي خلال العامين الماضيين بعد الثورة التي جددت الآمال بالازدهار والديمقراطية. وقالت إحدى المواطنات التي وقعت على استمارة تمرد "البلد دمرت، نحن لا نحب الرئيس، فلا يوجد عدل ولا عدالة، ولا حتى عمل". وذكر أحد المواطنين، سائق شاحنة "نحن نموت من الجوع، نار مبارك ولا جنة مرسي". ويعتقد منسقو حملة "تمرد" أنهم يستطيعون إجراء انتخابات مبكرة من خلال جمع التوقيعات قبل نهاية شهر يونيو، ويقول "محمود بدر" المتحدث باسم الحملة "لم نعطِ مرسي شيكًا على بياض، فقد وعد بتحقيق أهداف الثورة، ولم ينفذ التزامات برنامجه الانتخابي، حتى إنه لم يحقق شيئًا". ويصمم"بدر" على المضي قدمًا في الحملة، رغم مضايقات الشرطة والمناوشات مع أنصار الإخوان. وأشارت الصحيفة الى أنه منذ انتخاب "مرسي" بأغلبية ضئيلة جدًّا، العام الماضي، يكافح لقيادة بلد منقسم ويترنح من أزمة سياسية لأخرى فيما يغوص اقتصادها في عمق الخراب. ورأت أن محاولات "مرسي" لتعزيز سلطته وحكم جماعة الإخوان المسلمين أدى إلى ترسيخ الانقسامات وإثارة العنف المتكرر في الشوارع، مما زاد من إضعاف الاقتصاد. وتعتقد"فايننشال تايمز" أن حملة "تمرد" التي يقودها شباب من انتماءات سياسية مختلفة، قدمت شريان الحياة لأحزاب المعارضة التي لا تزال مرتبكة بشأن موقفها من المشاركة في الانتخابات البرلمانية. وقد تبنت الأحزاب غير الإسلامية الحملة وفتحت مقارها لتلقى الاستمارات الموقعة. ولفتت إلى أنه من غير المرجح إذا كان الرئيس المنتخب سيتم إقصاؤه من خلال حملة التوقيعات، ولكن يصر الناشطون أن هذه الحملة تحرك السياسة المصرية المتوقفة وتسترد روح الثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق "حسني مبارك".