سلطت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية الضوء على تردي أوضاع الآثار في مصر وخاصة الإسلامية في شارع "المعز"، قائلة: القاهرة أكثر المدن العربية اكتظاظا بالسكان، وهي أيضا أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية، كما تعرف بأنها مدينة الألف مأذنة، ولكن الاهتمام بهذه الكنوز التاريخية بدأ يتهاوى. وأشارت الوكالة الأمريكية إلى أن الآثار المصرية تعرضت لأعمال السلب والنهب على مدى العامين الماضيين بعد الانتفاضة المصرية في عام 2011، والتي أطاحت بالرئيس السابق "حسني مبارك"، فقد سرقت مقابض الأبواب النحاسية والقطع الأثرية بالمساجد العتيقة، كما أن الاضطرابات التي أعقبت الثورة أخافت السائحين، مما جفف منبعا مهما للعائدات يعد ضروريا للحفاظ على هذه الآثار. وقد ساهم عدم قدرة الشرطة أو عدم رغبتها في مواجهة المجرمين الذين يلجأون للعنف والذين يجتاحون المساجد والمدارس الدينية العتيقة التي يمتد عمرها لمئات السنين فى تردى الأوضاع. وأضافت أن القاهرة وضواحيها تعد مسكنا لأكثر من 20 مليون شخص، العديد منهم من الفقراء يعيشون في الأحياء الفقيرة والعشوائية، وهذه المناطق العشوائية تحتوي على أقدم وأعرق فنون العمارة الإسلامية في العالم، حيث تقف الأضرحة العتيقة بخطوطها العربية الأًصيلة في تناقض صارخ مع المباني من الطوب الأحمر العاري وأكوام القمامة المكدسة في الشوارع. وأوضحت الأسوشيتد برس أن شارع المعز هو الطريق الرئيسي للمتحف الإسلامي المفتوح، وقد بني في القرن العاشر في عهد الدولة الفاطمية والتي آنذاك حكمت مصر وشمال إفريقيا وبلاد الشام. وعرف الفاطميون ببنائهم للقصور الشاهقة والمساجد المزخرفة، كما سار حلفاؤهم الذين حكموا مصر على نفس الخطى، من المماليك وحتى العثمانيين. وتوقفت الجهود التي بدأها الرئيس السابق "محمد حسني مبارك" لترميم شارع "المعز"، والآن أصبح الشارع صاخبا ويعج بالباعة الجائلين بعدما كان يمثل متحفا مفتوحا للآثار المصرية، كما يترك الانقطاع المتكرر للكهرباء الشارع في ظلام دامس خلال الليل بعدما كان يتميز بإضاءته الدائمة. وذكرت الوكالة أنه لا توجد أي علامات توضح للزائرين أن الطابق العلوي للشارع كان مركزا لتعليم أصول الدين الإسلامي وفن الزخرفة، أو كيف كانت تستخدم الساحات المخبأة وراء المباني القديمة، بل إن هذه المباني أصبحت تختفي خلف السيارات والبائعين الذين يبيعون الليمون والأواني النحاسية والشيشة. توقف أيضا مشروع لتجديد القناة التي كانت تربط من نهر النيل إلى القلعة التي تشرف على القاهرة والتي بناها صلاح الدين في القرن الثاني عشر، واعتلاها مسجد "محمد علي" الذي بني في القرن التاسع عشر.