تخلصت لبنان في مثل هذا اليوم من عام 2000 من الخونة والعملاء المتمثلين في جيش الجنوب اللبناني بقيادة "أنطوان لحد" عميل الكيان الصهيوني. ونشأت هذه الميليشيات في عام 1976 تحت ما سمّي "جيش لبنان الحر" من قبل الرائد المنشق وقتها "سعد حداد" الذي انشق عن قيادة الجيش اللبناني وأسس جمهورية معزولة عن الجمهورية اللبنانية بدعم كامل من إسرائيل، وتلخصت مهمته فى الدفاع عن أمن العدو. وفي عام 1983 مات "سعد حداد" بمرض السرطان، ليخلفه بعدها "أنطوان لحد" الذي غير الاسم ليصبح "جيش لبنان الجنوبي" ولكن الهدف ظل كما هو. وكان التحالف بين جيش لبنان الجنوبي وإسرائيل وطيدا؛ فقد قاتل الجيش الإسرائيل إلى جانبه ضد كل من منظمة التحرير الفلسطينية وحزب الله في الشريط المحتل من قبل إسرائيل في جنوب لبنان، وذلك حتى العام 2000، كما أدار سجن الخيام سيء السمعة لصالح إسرائيل، وفي المقابل دعمت إسرائيل المنظمة بالسلاح واللباس. وبمرور الوقت ازدادت قوة العلاقات مع إسرائيل فأصبح الدعم الإسرائيلى لهذا الجيش بالإمداد بالميليشيات، وازدادت العلاقات وثاقة عندما أعلنت الحكومة اللبنانية الجديدة بأن جيش لبنان الجنوبي منظمة خارجة عميلة وخائنة، وأوقفت دفع الرواتب لأعضائها. وفي مايو من عام 2000، انسحبت القوات الإسرائيلية فجأة من المنطقة المحتلة في جنوب لبنان دون إعلام مسبق لجيش لبنان الجنوبي، وبمجرد أن أصبح الانسحاب الإسرائيلي واضحا، تجاوز المدنيون اللبنانيون الجنوبيون مواقع جيش لبنان الجنوبي عائدين لقراهم، بينما سيطر حزب الله وبسرعة على المناطق التي كان يسيطر عليها هذا الجيش الذى - انهار على حين غرة مأخوذا بالانسحاب الإسرائيلي- في وجه الحشود اللبنانية. كما نزح العديد من أفراد الجيش، مع أفراد عائلاتهم إلى إسرائيل، بينما سلم بعضهم الآخر نفسه أو أخذوا كمعتقلين على يد حزب الله وتمت محاكمتهم لاحقا على يد السلطات اللبنانية، وحصل عدد آخر منهم على حق اللجوء السياسي في دول أوروبا، وخاصة ألمانيا. ويذكر أن عائلة "حداد" تعيش في إسرائيل وابنته اعتنقت اليهودية وحفيدته تم استدعاؤها للجيش الإسرائيلي وشقيقها الأصغر "10" سنوات يرافق اقرانه اليهود إلى الكنيس ويعتمر الطاقية الدينية اليهودية. وفي القرن الحادي والعشرين، تأسس ما يعرف ب"الجيش السوري الحر" والذي يحمل نفس صفات "ميليشيات لبنان الجنوبي" من حيث شغف العمالة، ونفس المشروع، نفس الهدف، كما يحمل فكرة الحزام الأمني والمنطقة العازلة. لن ندخل كثيرا في غمار تركيبة وطريقة عمل هذه الميليشيا على الأرض السورية، ولكن سنتجه مباشرة ليوم الغارات الإسرائيلية الجديدة التي سبقتها غارة أخرى في جمريا، كان للجيش الحر وظيفة مهمة هنا هي قصف الأهداف قبيل قصفها من قبل العدو، وحدث هذا مرتين، المرة الأولى في جمريّا، والأخرى في مطار دمشق وقاسيون، مع العلم أن كتائب هذه الميليشيا قامت برصد موقع جمريا مرارا وإرسال البيانات للقوات الإسرائيلية بحسب ما صرحت به القيادة السورية وأيضا مصادر الاحتلال. خرج بعدها متحدث باسم الميليشيا من حمص على القناة الثانية ليعلن بكل فخر أن "الغارات ألهمت قلب الثوار وأفرحته" وليؤكد ارتباط هذه الميليشيا بالكيان الصهيوني.