أكد البيان الختامي للمؤتمر الأول للمثقفين المصريين الذي عقد مساء أمس الخميس بنقابة الصحفيين رفض محاولات أخونة وزارة الثقافة، وأعلن عن تأسيس الجبهة المصرية للدفاع عن الثقافة والفنون، ودعا الفنانين والكتاب للوقوف صفًّا واحدًا في هذه اللحظة التاريخية ورفض ما صدر من إساءة للرموز الثقافية، وطالب كوادر وزارة الثقافة وقياداتها بعدم الانسحاب او تقديم الاستقالات من مواقعهم، كما طالب بالكشف عن ميزانية وزارة الثقافة وأوجه إنفاقها والالتزام بمعايير الكفاءة والإنجاز الإبداعي في اختيار قيادات الوزارة. افتتح نشيد "بلادي بلادي" بصوت المطرب الشاب محمد محسن فعاليات المؤتمر، وأكد جمال فهمي وكيل أول نقابة الصحفيين أن الهجمة الموجهة نحو الثقافة المصرية هي إحدي حلقات عملية السيطرة التي يمارسها نظام الإخوان للهيمنة على كافة مفاصل الدولة المصرية وجرها إلى الظلام. قدم المتحدثين في المؤتمر الناشر محمد هاشم الذي احتضن مكتبه الجلسات التحضيرية للمؤتمر، وألقى البيان الافتتاحي والختامي الكاتب الكبير بهاء طاهر، وبين أشعار أحمد فؤاد نجم الذي ألقى قصيدتين من أشهر أعماله "إضراب" و"بقرة حاحا"، وزين العابدين فؤاد الذي ألقى مجموعة قصائد قصيرة، تحدث عدد كبير من المبدعين قدموا مقترحات مختلفة للخروج من المأزق الذي تمر به الثقافة المصرية والهجمة الشرسة على الهوية المصرية. فاقترح الفنان أحمد عبد العزيز تشكيل لجان ومؤسسات شعبية تتولى تقديم ما كانت تقدمه وزارة الثقافة وتحل محل ما أسماه "دكاكين الثقافة غير المأسوف عليها "، وقال إنه كعضو في البيت الفني للمسرح يتابع تدهور أحوال المسرح وانخفاض عدد المسارح بشكل مضطرد، وأكد على ضرورة عدم التنازل عن حقنا كشعب في مؤسساتنا الحكومية الثقافية، مطالبًا المثقفين بعدم انتظار إصلاح أحوالها والشروع فورًا في الخروج إلى الشارع لإقامة الفعاليات الفنية والثقافية. وهو الاقتراح الذي تحفظ عليه عدد من الحضور؛ تخوفًا من فكرة الانسحاب من المؤسسات الثقافية الحكومية وتركها تمهيدًا لهدم الوزارة، وقال الشاعر زين العابدين فؤاد إن مؤسسات الوزارة ملك للشعب لا تترك ليخربها من يريد هدمها. فيما أدانت الإعلامية سعاد سليمان ابتعاد المثقفين عن الشارع وحصر الثقافة المصرية في الأماكن المغلقة، وأضافت أن كتب هيئة الكتاب وهيئة قصور الثقافة مكدسة تأكلها الفئران، ولامت المثقفين قائلة "لو كان المثقفون خلقوا وعيًا عند الناس، لكانوا تضامنوا اليوم بالآلاف دفاعًا عن الثقافة". واقترح المخرج أحمد اسماعيل تأسيس أمانة شعبية؛ للنظر في تفعيل مؤسسات وزارة الثقافة. وأعلن الفنان سامح الصريطي موقف الفنانين المصريين بالمواجهة الحازمة لمحاولة تغيير الوجه الحضاري للشعب المصري والتأكيد على الاعتزاز بالتراكم الثقافي والحضاري الذي كون الشخصية المصرية عبر العصور الفرعوني إلى القبطي والإسلامي والانتماء إلى الأمة العربية. وقدم الكاتب أبو العلا السلاموني كلمة المسرحيين، وألقي بيان لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة حول رفض رعاية وزير الثقافة للمؤتمر القومي للمسرح وحضوره افتتاحه وإقامة المؤتمر تحت رعاية المسرحيين في مقر المجلس الأعلى للثقافة؛ باعتباره ملكًا للمصريين. فيما أكد الكاتب والناشط السيناوي مسعد أبو فجر التشابه بين ما يحدث في سيناء وفي وزارة الثقافة، ووصفه بحالة عامة من السخف لا خلاص منه سوى بتغيير النظام السياسي كله. ودعت الكاتبة سهام بيومي إلى إصدار بيان من النقابات الفنية ودعوة النقابات المهنية والعمالية لسحب الثقة من النظام. وعلى هديل غناء الفنانة عزة بلبع لرائعة الشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم "شيد قصورك" اختتم المؤتمر فعالياته بتوقيع الحضور على استمارات حملة "تمرد" لإسقاط النظام.